أكد مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري جاهزية قوات الدفاع المدني لتنفيذ تدابير الخطة العامة لمواجهة الطوارئ خلال موسم الحج لهذا العام من خلال تكامل استعداداتها وقدراتها البشرية والآلية للتعامل مع كافة المخاطر الافتراضية والحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع مناسك الحج. وعبر الفريق التويجري في حديث ل «الرياض» : حول استعدادات الدفاع المدني لحج هذا العام، عن امتنانه وتقديره لدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين- يحفظهما الله- لقدرات جهاز الدفاع المدني، وتوفير كل الإمكانات لتنفيذ خطة مواجهة الطوارئ في الحج بأعلى درجات الكفاءة والشمولية من خلال آليات فاعلة للتنسيق والتعاون مع كافة الجهات الحكومية المشاركة في أعمال الحج، وفيما يلي نص الحوار: جاهزية الدفاع المدني * بداية نود التعرف منكم عن استعدادات الدفاع لحج هذا العام؟ ومدى جاهزية القوات المشاركة في أعمال مواجهة الطوارئ؟ - بكل الصدق، أقول إن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله - وفرت كل الإمكانات لجهاز الدفاع المدني لأداء مهامه في حج هذا العام وتنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ، وهو أمر يذكر فيشكر للقيادة الرشيدة التي لا تدخر جهداً أو مالاً لرعاية ضيوف الرحمن وضمان أمنهم وسلامتهم وتيسير أدائهم لمناسكهم وفي ظل هذا الدعم السخي تكاملت استعدادات الدفاع المدني لتنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام - والتي شرفنا باعتماد صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا لها، ومتابعته يحفظه الله لجميع مراحل تنفيذها. والحقيقة أن استعدادات الدفاع المدني لحج هذا العام بدأت فور انتهاء موسم الحج العام الماضي، بدراسات لتقييم الأداء وبحث أفضل السبل لتعزيز الإيجابيات وعلاج أوجه القصور إن وجدت ورصد كافة المخاطر الافتراضية في حج هذا العام وتحليلها ومن ثم إيجاد الوسائل اللازمة للتعامل معها، وتوفير ما يلزم من القوى البشرية والآلية المؤهلة والمدربة سعياً إلى موسم حج بلا حوادث مؤثرة على سلامة الحجيج بمشيئة الله تعالى، وذلك باتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن والوصول لأفضل مستويات التنسيق بين جهود الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ الخطة، ومواصلة مسيرة الأداء المتميز لجهاز الدفاع المدني في الحج طوال السنوات الماضية بشهادة المنظمات الدولية للدفاع المدني والحماية المدنية. مقومات النجاح * هذا النجاح الذي تحقق طوال السنوات الماضية في الحج، ما هي مقوماته من وجهة نظركم؟ - لا شك أن الإمكانات الضخمة التي وفرتها الدولة - رعاها الله - لجهاز الدفاع المدني والمشروعات الكبرى التي أنشئت في العاصمة المقدسة والمشاعر تأتي في صدارة مقومات نجاح خطة تدابير الدفاع المدني خلال مواسم الحج طيلة الأعوام الماضية،إلى جانب تكامل جهود الجهات الحكومية الأعضاء بمجلس الدفاع المدني في تنفيذ الخطة، بالإضافة إلى الخبرات المتراكمة الكبيرة لرجال الدفاع المدني على مدى سنوات العمل في مهمة الحج، والتي تم الإفادة منها في إعداد الخطة العامة لتدابير مواجهة الطوارئ والخطط التفصيلية الملحقة بها على أسس علمية ونتائج دقيقة لدراسات رصد وتحليل المخاطر وتحديث خطط انتشار وحدات الدفاع المدني بما يتناسب مع المتغيرات والمستجدات في العاصمة المقدسة والمشاعر، والاهتمام ببرامج التوعية الوقائية لتجنب المخاطر وسرعة الاستجابة الفاعلة في التعامل معها حال حدوثها. استمرار التحديث والتطوير * وهل ثمة تغيير في تفاصيل خطة تدابير الدفاع المدني في حج هذا العام؟ - على ضوء دراسات تقييم الأداء ورصد وتحليل المخاطر - تتواصل عملية تحديث وتطوير خطط وإمكانات الدفاع المدني لتنفيذ تدابير مواجهة الطوارئ في الحج، ويزخر جهاز الدفاع المدني بالكثير من الخبرات القادرة على تنفيذ هذه الخطط، وخطة هذا العام تم تصميمها لتحقيق أفضل استفادة من المشروعات الضخمة التي نفذتها الدولة لخدمة حجاج بيت الله الحرام بالعاصمة المقدسة والمشاعر، وتغطية جميع المشروعات الجديدة التي يجري العمل بها حالياً بخدمات الدفاع المدني، وهو الأمر الذي استلزم إجراءات تحديث لتشكيل وخطة انتشار وحدات الدفاع المدني ونوعية تجهيزاتها، ومن أمثلة ذلك انتقال جزء كبير من الكثافة السكانية للحجيج من المنطقة المركزية بالعاصمة المقدسة إلى مناطق آخرى مثل العزيزية والمسفلة والرصيفة نتيجة للمشروعات الكبرى في محيط المسجد الحرام، ومنها مشروع التوسعة الكبرى للحرم المكي ومن ثم كان لابد من نشر عدد كبير من الفرق والوحدات الموسمية والثابتة في هذه المواقع وتجهيزها بالآليات والمعدات المناسبة لأداء مهامها. وهنا نتشرف برفع أسمى آيات الشكر والعرفان لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله- لما توليه الدولة من عناية واهتمام ودعم للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن والشكر كل الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لحرصه على توفير كل الامكانات لتنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في الحج، ولصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة رئيس اللجنة المركزية للحج، ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لدعمهم ومتابعتهم لكل إجراءات تنفيذ الخطة، ولا شك أن هذا النجاح يمثل حافزاً للحفاظ على الأداء المتميز، وهذه الصورة المشرفة التي جعلت كثيراً من دول العالم تسعى للاستفادة من تجربة الدفاع المدني السعودية في إدارة وتأمين سلامة الحشود البشرية الكبيرة، ونعمل جاهدين لتحقيق هذا الهدف من خلال الاستعداد الجيد، وتحديث خطط تدابير الدفاع المدني بالحج بما يتناسب مع المتغيرات والمستجدات والزيادة المستمرة في أعداد الحجاج، ودراسة كافة المخاطر الافتراضية طوال موسم الحج. استعدادات كاملة لمواجهة 12 افتراضاً للمخاطر المحتملة في موسم الحج 12 خطراً افتراضياً *على ضوء نتائج الرصد والتحليل.. ما هي أبرز المخاطر المحتملة في خطة تدابير الدفاع المدني لموسم الحج؟ - تتضمن خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام 12 خطراً افتراضياً، وحالة طارئة أثناء أداء الحجاج لمناسك هذه الفريضة الغالية، وتشمل هذه المخاطر كافة الأخطار الطبيعية، مثل الأمطار والهزات الأرضية والانهيارات الصخرية في المناطق الجبلية، والمخاطر التي ترتبط باجتماع الحجاج في أماكن محدودة وتوقيتات بعينها مثل الزحام والتدافع وحوادث السير، بالإضافة إلى أخطار تنجم عن مخالفات لاشتراطات وأنظمة السلامة، مثل انهيارات المباني، والحرائق الناجمة عن استعمال مواقد الغاز المسال في المخيمات، ومخاطر التلوث البيئي والغذائي، والتسرب الكيميائي وحوادث الأنفاق. تمركز القوات * وهل ثمة جديد في مواقع تمركز قوات الدفاع المدني في حج هذا العام؟ - بالطبع نوعية المخاطر الافتراضية من أهم العوامل التي يتم مراعاتها في تنفيذ خطة انتشار الدفاع المدني، وعلى سبيل المثال تختلف المخاطر في العاصمة المقدسة عنها في المشاعر منى ومزدلفة وعرفات، وتختلف مخاطر استخدام شبكة الأنفاق بمكةالمكرمة عنها في استخدام شبكة الطرق في المدينةالمنورة، ومن ثم تختلف مواقع نشر تشكيلات وفرق الدفاع المدني، وهذا العام هناك 450 وحدة دفاع مدني تغطي كافة أرجاء مكةالمكرمة والمشاعر ويتبعها مئات الفرق والوحدات الثابتة والمتحركة والمجهزة بالآليات والمعدات التي تمكنها من أداء مهامها، منها مجموعة من الوحدات والفرق التي تنتشر على طول مسار قطار المشاعر ومحطات توقفه، والتي تم تدريبها وتأهيلها للتعامل مع حوادث القطارات، وكذلك تغطية المشروعات الجديدة بوحدات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف. الآليات والمعدات * وماذا عن الآليات والمعدات وهل ثمة معدات جديدة في تجهيزات قوات الدفاع المدني في حج هذا العام؟ - يبلغ عدد الآليات المشاركة في مهمة الحج هذا العام أكثر من 6900 آلية ومعدة، منها آليات جديدة تعمل لأول مرة، مثل سيارات الإطفاء والإنقاذ المزدوجة وسيارات الإطفاء والتي تضخ ما يزيد على 3800 لتر من المياه، ومواد الإطفاء في الدقيقة ولمسافات كبيرة، وسيارات السلالم بارتفاعات تقترب من 60 متراً، والمزودة بمصاعد وتقنيات جديدة للتعامل مع حوادث تلوث الهواء في الأنفاق، وأعمال التطهير في حالات التلوث الكيميائي أو تسرب المواد المشعة، بالإضافة إلى 19 طائرة تابعة لأسطول الطيران الأمني ومجهزة للمشاركة في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإخلاء وتوجيه الوحدات الأرضية لمواقع الحوادث وأفضل طرق الوصول إليها. 6900 آلية لدعم قدرات قوات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والمشاعر معايير اختيار المشاركين * وكم يبلغ عدد قوات الدفاع المدني البشرية في الحج، ومعايير اختيار الضباط والأفراد المشاركين؟ - يصل عدد القوى البشرية من الضباط والأفراد والموظفين المدنيين المشاركين ضمن قوات الدفاع المدني بالحج هذا العام ما يقرب من 25700 ضابط وفرد، وقد روعي في اختيار وترشيح جميع الضباط والأفراد التخصص الدقيق في أداء المهام تبعاً للمخاطر المحتملة والقدرة على تحمل ضغط العمل ومستوى التدريب والتأهيل والتوازن الذي لا يخل بحجم وقدرة مديريات الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة وكذلك الحرص على الاستفادة من الخبرات التراكمية الكبيرة لرجال الدفاع المدني الذين شاركوا في أعمال الحج طوال السنوات الماضية. التنسيق والتواصل * وماذا عن وسائل التنسيق والتواصل بين هذا العدد الكبير من قوات الدفاع المدني والمنتشرة في العاصمة والمشاعر؟ - هناك آليات دقيقة لإدارة العمل الميداني والتنسيق بين وحدات وفرق الدفاع المدني من جهة، والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية بأعمال الدفاع المدني، وهناك مركز عمليات الطوارئ والذي يتواجد به مندوبون لكافة الجهات الحكومية المشاركة في أعمال الحج يتم من خلال هذه الآليات تنفيذ خطط الانتشار والتحرك لهذه القوات في كل مرحلة من مراحل الحج في عرفة ومنى ومزدلفة ومنطقة الجمرات، بما يحقق التواجد المستمر على مدار الساعة، والقدرة على التدخل السريع لأداء مهامها، وذلك عبر منظومة متكاملة من أنظمة الاتصالات والمعلومات، مثل نظام المعلومات الجغرافي «GIS»، ونظام تحديد موقع المتصل، ونظام تتبع المركبات «AVL» والذي يساعد غرفة العمليات في توجيه الفرق والوحدات الميدانية لمواقع الحوادث وتحديد أفضل طرق الوصول إليها، وكذلك نظام الاستشعار عن بعد والذي يربط المنشآت الاستراتيجية بالعاصمة المقدسة آلياً بعمليات الدفاع المدني. شروط السلامة * وماذا عن شروط السلامة في مساكن الحجاج، وجهود الدفاع المدني في متابعتها؟ - تتعدد مراحل تفقد اشتراطات السلامة في مساكن الحجاج ويشارك الدفاع المدني في مراجعة هذه الاشتراطات، والتأكد من الالتزام بها، من خلال لجان الإسكان بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وفي مقدمة هذه الاشتراطات مخارج الطوارئ وأنظمة الإنذار عن الحرائق، وهناك فرق من الدفاع المدني تتابع ذلك بصفة دورية، بالإضافة إلى جهود الدفاع المدني في تدريب مسؤولي السلامة في التعامل مع الحوادث في بدايتها والإبلاغ عن أي حالات طارئة، وتطبيق الإجراءات النظامية بحق المنشآت والتي تصل إلى حد إغلاق المنشأة في حال خطورة المخالفة أو الإصرار على عدم إزالتها ولرجال الدفاع المدني كل الصلاحيات لإزالة المخالفات وتطبيق الإجراءات النظامية بحق المنشآت المخالفة. خطط الطوارئ *وماذا عن خطط الإيواء في حالات الطوارئ التي قد تستلزم إخلاء الحجاج إلى مناطق آمنة؟ - تشمل تدابير الدفاع المدني في حج هذا العام كل وسائل تمكين قوات الدفاع المدني من مواجهة الحالات الطارئة الاستثنائية بمساندة بقية الجهات الحكومية لإخلاء ونقل وإيواء وإعاشة ما لا يقل عن عشرة آلاف حاج دفعة واحدة، مع الاستعداد للتعامل مع عشرة أضعاف هذا العدد إذا اقتضى الأمر ذلك. وعلى هذا الأساس تم تجهيز معسكرات الإيواء لتغطي كامل مناطق المشاعر المقدسة منها معسكر الإيواء بعرفة وتبلغ طاقته الاستيعابية في حدّها الأقصى عشرة آلاف حاج وآخر في عرفة أيضاً ويستوعب ما يزيد على ثمانية آلاف حاج بينما يتّسع معسكر الإيواء الرئيسي في العوالي لحوالي ثلاثين ألف حاج ثم معسكر الإيواء في مشعر منى بالمعيصم والذي تبلغ طاقته الاستيعابية عشرة آلاف حاج تقريباً وبذلك يصل إجمالي القدرة الاستيعابية لهذه المعسكرات حوالي 60 ألف حاج، بخلاف المدارس والمنشآت الحكومية والأهلية التي تم تحديدها للإيواء متى زادت الحاجة على الطاقة الاستيعابية لهذه المعسكرات. الجهود التوعوية * وهل ثمة جهود للدفاع المدني لتوعية الحجاج بمتطلبات السلامة؟ - نحن نولي الجانب التوعوي جل اهتمامنا وذلك للتوعية من أثر إيجابي في تقليل نسب الحوادث والتخفيف من آثارها في حال وقوعها لا قدر الله، ومن أجل ذلك اعتمدت الخطة على ثلاثة محاور أساسية . الأول يعني بتوعية الحجاج في أوطانهم وقبل وصولهم للمملكة من خلال إنشاء صفحة على" الفيس بوك" وصفحة على" تويتر" وقناة على "اليوتيوب"تبث العديد من الرسائل التوعوية المرئية والمسموعة والمقروءة بعدة لغات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر اللغة الإنجليزية والفرنسية والأوردية، بالإضافة إلى الرسائل التوعوية التليفزيونية - والمطبوعات التي يتم توزيعها وبثها بالتنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في جميع دول العالم. أما المحور الثاني فيرتكز على التوعية فور وصول الحاج الى المملكة وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني حيث تم تزويدهم بعدد من المواد التوعوية لتوزيعها على رحلات ما يزيد على 220 شركة ناقلة لضيوف الرحمن إضافة الى الشاشات التلفزيونية التي تم تثبيتها في منافذ الوصول البرية والبحرية والجوية . أما المحور الثالث فيقدم البرامج التوعوية أثناء وجود الحجاج بالعاصمة المقدسة والمشاعر عبر عدد كبير من اللوحات النقطية والشاشات التلفزيونية التي تم تركيبها في المدينةالمنورة والعاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة، إضافة الى إرسال الرسائل التوعوية عبر البلوتوث ورسائل sms. 19 طائرة مجهزة للمشاركة في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإخلاء جاهزية كاملة لرجال الدفاع المدني المشاركين في مهمة الحج رجال الدفاع المدني على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ