لقد بادرت الأممالمتحدة بتحديد الاول من اكتوبر ليكون اليوم العالمي للمسنين، والذي يصادف يوم الاثنين، الخامس عشر من ذي القعدة لعام 1433 من الهجرة. وهي مناسبة مهمة لتعزيز الشعور لدينا بالمسؤولية نحو هذه الفئة الغالية على قلوبنا؛ وذلك بتلبية احتياجاتها بجميع انواعها النفسية والاجتماعية والاقتصادية. لابد من العمل لهذه الفئة ومعرفة احتياجاتها فنحن يوما ما إذا اطال الله في اعمارنا سنصل لهذه المرحلة.. ومن خلال عملي مع المسنين فإنني اقرب الى هذه الفئة واكثر معرفة باحتياجاتهم ومن جميع النواحي. فاحتياجات المسنة والمسن كثيرة وسأذكر هنا اهمها واحوجها لهم: اولاً: الإحساس بالامان من خلال توفير السكن الخاص بهم من الدرجة الاولى وتوفير راتب شهري لهم يقيهم ذل الحاجة والسؤال للآخرين مما يؤثر في نفسياتهم لان الكثير كان يعول عائلته وبعد تقاعده اصبح يشعر بدونية وانه تابع لا فائدة منه بعد ان كان قائداً ومسؤولاً في بيته مما يعرضه الى امراض نفسية من اكتئاب وغيره.. نحن في غنى عنها. ثانيا: الإشباع العاطفي من خلال الزيارات مع الابناء والاحفاد، والاهم وجود صداقات جميلة مع من هم في سنهم ولايتمثل ذلك إلا من خلال النوادي والتي اتمنى ان تكون في كل مكان وكل حي او من خلال الديوانية البسيطة التي تجمعهم مع بعضهم. ثالثا:لابد من المشاركة الفعالة للمسنين بالحياة وذلك بتنظيم محاضرات ثقافية ونفسية... الخ لهم، مثل كيف تبدأ مشروعك الجديد او كيف تحقق مافاتك من احلام والتي مع زحمة الحياة تناساها، كيف تتواصل جيدا مع الآخرين (اطفال – شباب) وايضا دورات تثقفية في مجالات الكمبيوتر وفي مجالات التواصل الاجتماعي كالفيس وتويتر ومع كل جديد يطرأ على الحياة. هنا فقط نكون اكملنا مهمتنا نحوهم ودمجناهم في المجتمع والتعايش مع تطوراته بشكل سلس يبعد أي شبح بالغربة، وسيعود علينا وعليهم بالفائدة والتناغم معا بإذن الله. اضاءة قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (24) الإسراء.