قالت الصديقة تروي بعضاً من سوالفها: ذهبت ابنتى إلى احد متاجر التسويق الغذائية الحديثة، فى شارع مكتظ بالعابرين والمتسوقي، لشراء بعض المقاضي المنزلية. من ضمنها كان علبة سكر صناعي لدواعى الريجيم رغم أننا لا نستخدمه بالبيت بعد ان انتشر الوعى بمضاره الصحية. وعندما وضعته فى كوب قهوتها صباح اليوم التالى جزعت بطعم كيماويات بدلًا من الحلى. ووصفت إحساسها بأنها كانت تتناول مزيجاً من الادوية مع القهوة. ياخ!! ونصحتها فورا ان تعيده للمتجر وفعلا ذهبت مرة ثانية واستبدلت المنتج بجبنة كاسات من شركة معروفة (غير محلية) والتى ما ان تم فتحها حتى تنامت رائحة غير مستحبة وغريبة الطعم!! نظرنا لتاريخ الانتهاء ووجدناه بعد شهر بالضبط. غير أن الحالة التى كانت عليها الجبنة تؤكد بأن المنتج قد انتهى بالفعل ربما من سنة او اكثر! فلماذا تباع منتجات يكون موعد انتهائها بعد فترة زمنية قصيرة هذا اذا صحت المعلومة بالطبع ؟ أليس هذا من ظاهرة الغش التجارى؟ ودهشت ان تكون حال هذه المنتجات من سوبر ماركت معروف وحديث افتتح فرعا جديدا فى شارع شهير فماذا عن سمعته؟ وهل يقبل المتسوقون على متاجر تم غشهم فيها؟ والاهم من هذا كله وبعد حروب الاسعار بين المجتمع والتجار اين دور الرقابة الغذائية والتفتيش الذي يلزم تلك المحلات بأن ما تقدمه يكون على المستوى الصحي المطلوب. فمن غير المعقول ان يتم تسويق مواد غذائية منتهية الصلاحية لمجرد الربح مهما كانت المبررات. وكنا نطلب المنتجات الغذائية من متاجر تسوق معروفة ظناً منا بأنها الافضل غير اننا اكتشفنا الان كم هي المحلات والبقالات الصغيرة فى الاحياء اكثر نظافة وامانة. فقط أفكر لو ان أماً مستعجلة فى صباح يوم مدرسي مبكر أعدت سندوتشاً لابنها الصغير من جبنة كالتى جاءت وتناولها ماذا تكون حاله؟ لا أريد ان أسترسل فى تخيّل النتائج. *** "فيه بزورة؟" صاح صوت المرأة الحبشية عبر الهاتف وهى تستجوبني عندما طلبناها للسؤال.. السؤال فقط عن إمكانية العمل فى بيتنا عندما سافرت عاملتنا فى إجازة لبلدها. أجابتها إحداهن بكل تواضع محاولة الا يكون فرق نطق اللهجة كبيرا من باب المساواة." لا ما فيه بزورة بس كبار" ونسيت ان تبدأ بجملة يسعدني ان ابلغك ما فيه ... ردت الاخرى بنبرة تحكم أقوى " وكم واحد فيه..ايش اومرو (عمره)؟ احتارت العائلة وهى تفكر كيف تنقل قصص حياة اهل المنزل بسرعة وربما فصيلة دمهم وبرجهم الفلكي قبل ان يأتيهم الرد بالرفض او القبول، إلا ان الأم قررت ان تنهى المهزلة والاتصال فورا . ثم جاءت اخرى هذه المرة بتوصية حيث قيل لها عند الاتصال وبناء على نصيحة الوسيطة " اخبريهم انك من طرف فلانة التى تسكن شارع حراء. صرنا نستعمل الواسطة مع الشغالات بعد، فوافقت على المجيء لمشاهدة اهل البيت والاستطلاع. وما أن جلست وقبل ان تقول اى شيء آخر بادرت " بيت فيه درج انا ما اشتغل !!" كان الراتب متفقاً عليه رغم انها تعرف بأن عملها مطلوب في منزل وليس شقة ولكنها رأت ان الدرج له حساب آخر على ما يبدو، ويا رب لك الحمد والشكر على كل حال. وانصرفت المحاولة رقم اثنين.