يبدو ان مدرب الفتح التونسي فتحي الجبال قدم للدوري السعودي ليحدث نقله وسابقة تاريخية في الاستقرار الفني بالعمل لسادس موسم على التوالي ،ومؤهل للاستمرار لاعوام مقبلة فاستطاع قيادة ناديه من المجهول الى النجومية ومواصلة عمله هذا الموسم بالتحديات الرائعة والصعبة منذ الجولة الاولى بمقابلة النصر التي انتهت بالتعادل 1-1، وكان قريبا جدا من الانتصار لولا الفرص التي اضاعوها المهاجمين لتأتي الجولة الثانية لمواجهة اقوى المرشحين لاحراز اللقب الهلال لينجح "ابن تونس الخضراء" فتحي الجبال من خلالها في مساعدة فريقه في ترجمة تفوقه وانطلاقته القوية في الموسم الحالي بتحقيق انتصار غال وثمين على صاحب الارض والجمهور 2-1 في الجولة الثانية ليرفع رصيده النقطي الى اربع نقاط قبل فترة التوقف، وبالفعل صدم الجبال المتابعين كافة من خلال قراءته لقدرات فريقه والمنافسين ووضع التشكيل المناسب لكل لقاء وبالعودة لمواجهة الهلال نجدها انها بدأت المباراة بأفضلية للفتح على أصحاب الأرض الذين لم يظهروا بمستواهم المعهود فاتضح الخلل في خطوطه ليفرض "ابناء المبرز" سيطرتهم على مجريات المواجهة، ووضح للجميع بأن وصول الفتح لهدفه بات مسألة وقت فقد هيمن لاعبو الوسط على الكرة لاغلب دقائق الشوط الاول بفضل تألق البرازيلي التون والاردني شادي بوهشهش ومبارك الاسمري وحمدان الحمدان وربيع سفياني ومن امامهم الكنغولي دوريس سالمو وعبدالعزيز بوشقراء على الرغم من الفوارق الفنية التي ذابت على ارضية الميدان لصالح من بذل مجهود مضاعف وتفوق بالاصرار والروح على الكسب. وفي المقابل لم ينجح الهلال بالتعامل مع احداث المواجهة فقد وضح اهتزاز اغلب عناصر الفريق وعدم انسجامهم والاخطاء الكثيرة على مستوى الدفاع والحراسة وصناعة الهجمة وضياع المهاجمين ايضا بالاضافة للتغيرات العديدة إذ لم يتعرف على قدرات لاعبيه والمتابعين في ساحة كرة القدم السعودية كانوا قد راهنوا على "فارس الاحساء" في القدرة على احداث ثورة في الكرة السعودية وقلب المعادلة في وجه الفرق الكبيرة واذا ما اراد الفتح من تكرار الانجاز الذي تحقق في الموسم الماضي بتحقيقه المركز الخامس مكرر في الدوري مع الاتحاد والثالث في دوري الابطال فعليه يتوجب العمل لحصد التفوق وحصد انجاز متقدم يفوق الانجاز السابق ليكون حافزاً للعطاء ومواصلة العمل حتى يحقق الابداع في مباريات الدوري وهذا ليس بغريب على ناد يديره مجموعة شابة منسجمة ومتفاهمة ومتناسقه مع بعضها البعض من خلال توزيع الصلاحيات والادوار وهذه هي العقلية الاحترافية الكبيرة التي ستتواصل معها الانتصارات والانجازات.