وصف وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد البراك التحولات التي حدثت في مراحل التعليم منذ بداية التعليم النظامي قبل تسعٍ وثمانين عاماً مضت بالإيجابية مثنياً على الجهود التي بذلت خلال تلك السنوات ، وقال إن مستويات التحول في مراحل التعليم العام انتقلت من مرحلة التوسع إلى المرحلة النوعية ، ومن مديرية للمعارف إلى وزارة التربية والتعليم ، مبيناً أن ذلك يسير في إطار التغيير في مستوى الإعداد والجاهزية ورفع مستوى الخبرة لدى المعلم والمعلمة ، ليشمل التحول في نوعية المعلمين من معلم بشهادة الصف السادس الابتدائي إلى حملة الدرجات العلمية العليا. وقال مخاطباً المعلمين والمعلمات مساء أمس الأول في يوم المعلم العالمي الذي احتفت به وزارة التربية والتعليم في مركز الملك فهد الثقافي بمدينة الرياض : إن التعليم يتطور من خلال تعدد النظريات والتطبيقات التعليمية والتربوية متفقةً جميعها على أن المعلم ركن أصيل في العملية التربوية والتعليمية وهذا دليلٌ على أن المعلم محل عناية المفكرين والأكاديميين و ذوي الاهتمام بالمجال التعليمي والتربوي ، وشدد على أن التدريس يجب أن يكون مليئاً بالأفكار جنبا إلى جنب مع تقديم الحقائق مؤكداً على أنه لا يمكن الوصول إلى ذلك بغير معلم متمكن من فنون التدريس وطرقه مستشهداً بمقولة ويليام آرثر وارد :" المعلم العادي يلقن ، والمعلم الجيد يشرح ، والمعلم المتميز يوضح ، والمعلم العظيم يلهم" . وأضاف الدكتور البراك قائلاً بأنه إدراكاً لقيمة المعلم فقد وجّه سمو وزير التربية والتعليم المير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود باعتبار العام المنصرم عاماً للمعلم تنطلق منه كثير من البرامج والفعاليات التي تعزز دوره وتستمر في هذا العطاء ومن ذلك إجراء دراسة لقياس مدى رضا المعلمين والمعلمات عن الخدمات التي تقدم لهم وتقديم الخدمات الإليكترونية متمثلة في خمس وعشرين خدمة من خلال مشروع نور ، وقال بإن العمل يجري على برنامج لتقديم الخدمات الخاصة للمعلمين والمعلمات بالتعاون مع عدد من الجهات الخدمية ،ومشروع تحسين غرف المعلمين ، وتقديم إبداعات المعلمين من خلال خمس وأربعين معرضاً في مناطق ومحافظات المملكة وزيادة مقاعد الابتعاث والإيفاد وتوسيع دائرة المستفيدين من برامج التدريب المختلفة وتلك المشاريع ليست سوى الخطوة الأولى لمنح المعلمين والمعلمات ما يستحقون من تقدير وتكريم نظير الرسالة التي يحملونها . وأوضح أن المعلمين والمعلمات حين تسعى وزارتهم لتكريمهم والسعي لتوفير المحفزات والمعينات لهم على أداء رسالتهم تتطلع للمزيد من عطائهم وتميزهم والمبادرة لتعزيز مهاراتهم ، كما أن مجتمعهم يرى فيهم بعد توفيق الله عماد مستقبله في ميدان العلم والمعرفة ، كما تطرق إلى ثقل الأمانة الملقاة على عاتق المعلم والمعلمة لأن بين أيديهم يستودع المجتمع فلذات كبده لينهلوا من معين التربية والتعليم ، وحين يستشعر المعلم والمعلمة هذه الأمانة فإنه لا يكل ولا يمل من السعي للعطاء ، كما أنه يجتاز كل المثبطات والمعيقات التي تواجهه سواء داخل البيئة المدرسية أو خارجها . ورحب الدكتور البراك بالمعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات الجدد الذين التحقوا بسلك التعليم في هذا العام الدراسي وقد شارف عددهم 160 ألفاً ، كما أشاد بالأمر الملكي الكريم القاضي بوضع حد أدنى لرواتب المعلمين والمعلمات السعوديين في المدارس الأهلية الذي بدأ تنفيذه بحمد الله يوم الخميس الماضي الذي شمل ما يزيد على 22 ألف معلم ومعلمة سعودي ، وقال إن الميدان التربوي والتعليمي يتطلع إلى حماسهم ويتوقع مبادرتهم للإضافة للحقل التعليمي والتربوي بما يملكونه من علم ومعرفة حديثين.