من السهل جداً على أي إدارة ناد التبرير عند الإخفاق والاتجاه نحو الطريق الخاطئ والعمل العشوائي ومحاولة التمرير والتضليل والتكذيب عبر وسائل الإعلام بأن هناك من يصفي حساباته معها ويرصد زلاتها ويعمل على إسقاطها ويفرح لتعثرها ويحتفل بفشلها، ولكن من الصعب التصديق والإقناع مهما حاولت طول الوقت أن عملها صحيح ونهجها سليم ما لم تقدم مهر المصداقية على ذلك بالفكر والتخطيط والاحترافية والدفع بفريقها نحو اداء تصاعدي ونتائج مميزة ومكانة تليق به وشخصية تهز الخصوم ولا تهتز وليس التراجع المخيف مثلما يحدث حاليا، ومع الأسف ان إدارة الهلال عندما أخفقت في العمل على تحقيق النجاح الذي تحقق لها في بداية المشوار، وإرضاء الجماهير وإقناع الوسط الرياضي بسلامة عملها الإداري في الوقت الراهن اعتمدت على نهج غير مألوف ولا يليق بها ويشفي غليل الجماهير المتذمرة، بل انها أصبحت بعد الخروج الجديد من بطولة آسيا كمن يستعين بصديق أو وسيط لإقناع الناس بالقوة ان هناك من يهاجمها لمواقف شخصية، وهذا ما يفعله المتحدث الإعلامي ربما بإيعاز منها أو بمبادرة منه بهدف تكريس هذه الاسطوانة وتصديق الناس لها على الرغم من اننا تعودنا ان من تتم محاربتهم هم الناجحين وليس الفاشلين خشية ان يستمر تميزهم ويبقوا في الواجهة دون منافس، ولكن هذه الادارة عندما فقدت مقاليد السيطرة على تحقيق آمال وأماني الجماهير رأت ان الالتفاف على الحقيقة بقيادة متحدثها الاعلامي هو المحاولة الأخيرة عسى ان يصدقها الناس وتتجنب نيران النقد الذي لابد ان يكون موجهاً للعمل الخاطئ وليس الأشخاص وهذا مايمارسه الإعلام الحر الذي لا يرضخ للقيود وتهمه مصلحة النادي والرياضة السعودية بشكل عام. أما أولئك الذين تم نعتهم ب"أصحاب المواقف الشخصية" ضدها فليس لهم وجود إلا ضمن تلك الفئة التي تفضل مصالحها الخاصة على مصلحة النادي ونظن ان كل هلالي مخلص يهمه حاضر ومستقبل فريقه يعرفهم جيدا، فشخصنة الأمور وتصفية الحسابات وترديد عبارة (هذا مع وذاك ضد) وتر أصبح يلعب عليه المتحدث الرسمي باسم الإدارة وبالتالي محاولة إيهام الرأي العام بأن هناك من يحارب هذه الإدارة في وقت كان يلتزم الصمت أمام البرامج المعروفة ميول من يعدها ويقدمها والتي كانت تسيء للنادي وفجأة انتقلت الى المعسكر "المداهن"؟؟؟، ولم يشجب ويستنكر ويصعد للمنابر الإعلامية مثل ما يفعله الآن، لماذا؟ لأنه يعرف ان من يدير هذه البرامج صار محسوباً على الإدارة وبعضهم أصدقاء ولو انتقدهم لربما واجه انتقادا منها- أي الإدارة- مالم يكن الموقف أشد، في وقت كانت تسيء لأعضاء الشرف وتقزم الكيان وتشكك في بطولاته وتستفز جماهيره المغلوبة على أمرها، ولا نعلم هل تلك الاسماء الإعلامية التي استغلت البرامج اعدادا وتقديما ومارست مهمة التفتيش عن صغائر الأمور داخل النادي ومن ضمنها "قضية إيمانا الشهيرة" لتضخيمها ومحاولة ان تطغى على كل شيء من أجل الإساءة للكيان في وقت تغض الطرف عن قضايا مثيرة وخطيرة في أندية أخرى أصبحت في مفهوم المتحدث الإعلامي غيورة على الهلال أكثر من الهلاليين أنفسهم حتى تفضلها الإدارة وتصمت عن تجاوزاتهم أم لأن وجهة بوصلتهم تغيرت وأصبح دورها فقط تنفيذ ماتريده -أي الإدارة- بعدما أخفقت في الاستحواذ على مواقف الإعلام الحر الذي يؤمن بجسامة مسؤوليته واهمية رسالته وقيمة دوره وضرورة تدخله. الادارة بنفسها اعترفت بأن هذه البرامج والاعلام غير المنتمي للنادي كانت وراء رحيل الروماني رادوي نتيجة الاساءات والتأجيج الذين كانا يلاحقانه، فضلا عن محاربة لاعبين ومدربين، واقرب الامثلة ماحدث لكوزمين والمهاجم ياسر القحطاني والسويدي فليلهمسون ومع هذا كان سعادة المتحدث يلتزم الصمت ولم يصف من يحارب الرموز والنجوم والمدربين بأن لهم مواقف شخصية ضد الكيان والادارة تحديدا، ويبدو ان هناك من يهمه ان لاتنتقد الادارة، اما الكيان فتقزيمه وشتمه ومحاولة طمس تاريخه وتهميش ألقابه فلا يهم؟! رادوي اجبر على الرحيل بشهادة ادارة الهلال بسبب الهجوم ضده