شكلت مجلة الرسالة (1933 – 1953م) في مصر والعالم العربي رافداً ثقافياً هاماً في تلك الحقبة ولعبت دور الحاضن للأدب والنقد الجديدين وما صاحبهما من تيارات فكرية وفلسفية بل وصراعات أدبية ومعارك نقدية كانت على صفحاته، ذلك أن صاحبها ومنشئوها الأديب اللامع صاحب البيان الناصع الأستاذ أحمد حسن الزيات (1885 – 1968م) كان خلف هذا النجاح الكبير فأضحى كثير من الأدباء والشعراء يتباهون باقتنائها.. ناهيك عمن يبتسم له الحظ ويكتب في صفحاتها، ومنهم السعوديون من أدباء وشعراء، الذين كان لهم نصيب وافر على صفحات هذه المجلة الباذخة لكن هذه الآثار الأدبية والإبداعية ذهبت في تضاعيف أعداد قديمة من هذه المجلة، وهذا ما حمل حماد السالمي أن يغوص في أعماق هذه المجلة العتيقة ليخرج لنا آثار أدبائنا من شعر ودراسات ومقالات أدبية وتاريخية، إلى جانب ما كتب عن تاريخ المملكة، وما كتب عن مكة وعن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - من قِبَل صفوة الكتاب المصريين أمثال عباس العقاد وأحمد الزيات وسيد قطب ومحمود حسن إسماعيل ومحمد عبدالغني حسن وأحمد أمين وعبدالحميد العبادي ومحمد عبدالله عنان ومحمد الهراوي ومحمود الخفيف ومحمد فهمي عبداللطيف ومصطفى كامل إبراهيم وأحمد أبوبكر إبراهيم وغيرهم من الكُتاب العرب والمستشرقين. يقول السالمي في مقدمته: سوف يكتشف القارئ في هذا البحث، ما مثله أدباء ومفكرو المملكة من حضور لافت في المشهد الثقافي العربي من خلال مجلة الرسالة، فقد أسهموا بشعرهم ونثرهم وبحوثهم ودراساتهم المتنوعة في إثراء الساحة الفكرية والأدبية والثقافية، واستطاعوا بكل اقتدار تمثيل أدب وثقافة بلادهم، فعكسوا صورة جميلة عن المستوى الراقي الذي وصل إليه وطنهم وارتقى إليه مجتمعهم.. حيث سبق وأن صدر في طبعته الأولى قبل ربع قرن تقريباً وحظى بمقدمة هامة من الأديب الأستاذ عبدالله الحصين – رحمه الله – حيث أعيدت طباعته ليتمكن هذا الجيل من معرفة الدور البارز الذي قام به رواد الأدب في السعودية. وقد انطوى الكتاب على ثلاثة فصول تحدث في الفصل الأول عن العرب في الرسالة وأبرز كتابها وأغزرهم إنتاجاً مع جولة مع سطور الرسالة، بينما تناول الفصل الثاني السعوديون في الرسالة فحصرهم في هذا الكتاب مع ما نشروه في الرسالة وهم: إبراهيم هاشم فلالي وأحمد عبدالغفور عطار وأحمد علي المكي وأحمد محمد جمال وحسن عبدالله القرشي وحمد الجاسر وعبدالقدوس الأنصاري وعبدالله عبدالجبار وعبدالله الحصين وعبدالمجيد شبكشي ومحمد حسين زيدان ومحمد عبدالله العمودي.. أما آخرها فجاء حصاداً عما كتبته الأقلام السعودية والعربية.