يقدم الدكتور حسن حنفي في كتابه العديد من الحكم والرؤى الفلسفية.. مشرعا أبواب الحوار مع العقل، حيث يبرز دور المقولات الفكرية والفلسفية التي أنجزت في تجارب من أصحاب التجارب الفلسفية في التراث اليوناني والإسلامي.. عطفا على ما يمتلكه من موهبة وقدرة معرفية في قراءة واستكناه الآراء والأفكار في هذا الحقل. واليوم يصدر المفكر المصري حسن حنفي كتابه الجديد (حوار الأجيال) الصادر عن المكتب المصري الحديث بالقاهرة ليمارس التحاور مع كوكبة من ألمع التنويرين في مطلع النهضة وأبرز الأصوات الفكرية في القرن المنصرم.. محددا عبر منهجه الذي يطرحه في كتابه عبر مقدمته قائلا عنه: المنهج هو القراءة أو التأويل، رؤية الحاضر في الماضي, ورؤية الماضي في الحاضر، فلا يوجد تاريخ موضوعي للفكر بل إثراء متبادل وحوار خلاق كما فعل هيجل وهوسرل وهيدجر مع تاريخ الفلسفة الغربية.. وكما فعل المؤرخون المسلمون مع اليونان. وقد قرأ حنفي وتحاور في هذا الكتاب مع كل من: المفكر والمؤرخ أحمد أمين من خلال كتابه المعروف "زعماء الإصلاح في العصر الحديث" مبرزاً الجدل بين الثقافي والسياسي في العصر الحديث، ليردفه بتحاور مع طه حسين عبر كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي" الذي صدر قبل أكثر من ثمانين عاماً وما صاحبه من ضجة فكرية شهدتها صحف تلك الحقبة.. ليقف حنفي محيياً أستاذه الدكتور محمود قاسم في الذكرى العشرين من رحيله ويشيد بدوره الإصلاحي.. ومنه ليعرج على دور الفلسفي المعروف الدكتور عثمان أمين زعيم مدرسة الجوانيين ورئيس الجمعية الفلسفية المصرية. كما يستعرض حنفي - أيضاً- بحثا للدكتور توفيق الطويل من خلال دراسته المعنونة ب"المثالية إلى الواقعية الجذرية" حيث يتتبع خلال إصداره دارسي الفلسفة الإسلامية ألا وهو الدكتور محمد عبدالهادي أبو ريدة بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، لينتقل إلى مراجعة ومحاورة المفكر الدكتور جمال حمدان الذي فلسف المكان وجغرف الفكر، ليعقد المؤلف بعد ذلك فصلين للمفكر الكبير زكي نجيب محمود من خلال مشروعه القومي "تجديد الفكر العربي" من خلال إشكالية التواصل والانقطاع ثم عبر كتابه (عربي بين ثقافتين) لينتقل بنا حنفي إلى فصل آخر ليحاور ويناقش الفيلسوف الثائر الدكتور عبدالرحمن بدوي بمناسبة بلوغه الثمانين، كما يبرز إعجابه في فصل آخر عن شخصية الناقد الكبير الدكتور شكري عياد وذلك من خلال كتابه "أرسطو طاليس في الشعر" إضافة إلى عرضه لدراسة ومراجعة لأفكار الدكتور نصر حامد أبو زيد من خلال كتابيه "مفهوم النص" الذي درس في علوم القرآن الكريم.. كما ينافح عنه ببحث قيم عندما وقع لكتابه "إشكالية القراءة وآليات التأويل" عبر معركته الشهيرة مع الجامعة والصحافة.. مختتما إصداره بفصل عن علم الحديث بين نقد القدماء وادعاء المحدثين متخذاً من كتاب: "العودة إلى القرآن: إعادة تقييم الحديث" للدكتور قاسم أحمد محوراً لهذا الفصل.. حيث جاء الكتاب في مجمله نمطا فريدا في الحوار والتحاور مع الأفكار والأطروحات العلمية زاده فيه فكر متجدد وعقل لماح ولغة صافية.