تشهد مناطق عدة في سوريا منذ صباح الامس قصفا واشتباكات، ولا سيما في حلب كبرى مدن الشمال، ودرعا مهد الانتفاضة (جنوب)، بينما حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من خطورة الوضع على الحدود السورية التركية غداة تبادل قصف مدفعي جديد. وتأتي هذه الاحداث غداة يوم دام جديد حصد 120 قتيلا جراء اعمال العنف في مناطق مختلفة، بينهم 15 مدنيا جراء القصف في حلب، وعنصر في قوات الامن بتفجير استهدف مقر قيادة الشرطة في أحد شوارع العاصمة دمشق. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 20 شخصا صباح امس "بينهم خمسة على الاقل من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة" في بلدة الكرك الشرقي بمحافظة درعا. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي ان البلدة تشهد "عملية عسكرية وقصفا عنيفا ومحاولات اقتحام منذ ثلاثة ايام وسط حصار خانق واوضاع طبية وانسانية سيئة"، مشيرا الى ان القصف طاول ايضا "مركبات كانت تقل جرحى". ودرعا هي مهد الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد منذ منتصف آذار/مارس 2011. وفي حلب كبرى مدن الشمال، قتل شخصان امس جراء القصف الذي تتعرض له احياء في المدينة منها طريق الباب وهنانو والصاخور شرقا، وبستان القصر والانصاري والفردوس والكلاسة والسكري (جنوب غرب)، بحسب المرصد. وشهدت المدينة اشتباكات ليلية بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في احياء الميدان (وسط) والصاخور (شرق) وصلاح الدين وسيف الدولة (جنوب غرب)، بحسب المرصد. والاحد شهدت حلب اعمال عنف لا سيما في وسط المدينة وشرقها ادت الى مقتل 15 مدنيا. وتدور في العاصمة الاقتصادية لسوريا عمليات قصف واشتباكات منذ 20 تموز/يوليو الماضي، بعدما بقيت مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر في البلاد منذ اكثر من 18 شهرا. وفي دمشق، افاد المرصد عن تنفيذ القوات النظامية "حملة هدم وتجريف للمنازل" في حي القابون جنوب العاصمة، ومنطقة برزة في شمالها التي تشهد "حالة نزوح كبيرة للسكان"، وذلك غداة مقتل عنصر من قوى الامن بتفجير عبوة ناسفة استهدف مقرا للشرطة في حي خالد بن الوليد بمنطقة الفحامة في العاصمة. وغالبا ما تشهد الاحياء الجنوبية للعاصمة اشتباكات واعمال عنف رغم اعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل احياء دمشق منذ تموز/يوليو الماضي. وقال عبد الرحمن ان الحملة في برزة "هي لقربها من مكان استهداف القوات النظامية ليل السبت الاحد بعبوة ناسفة ادت الى مقتل خمسة جنود نظاميين". كما تجاور هذه المنطقة ريف العاصمة حيث دارت امس اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بلدات شبعا وحتيتة التركمان والمليحة ودير العصافير "التي اقتحمتها القوات النظامية وسط قصف واطلاق نار كثيف"، بحسب المرصد. وتأتي هذه الاشتباكات بعد اعلان الاعلام الرسمي السوري الاحد عن "تطهير" مناطق في ريف دمشق، الذي شهد في الايام الاخيرة تشديدا في الحملة العسكرية على اماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وفي محافظة حمص (وسط) يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف "من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات المروحية وقذائف الدبابات والهاون وتحاول اقتحام الحي من عدة محاور"، مع وجود "مقاومة شرسة" من قبل المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد. وتحاول القوات النظامية منذ ايام اقتحام الحي الواقع وسط مدينة حمص "لكنها فشلت في ذلك حتى الآن" بحسب ما افاد عبد الرحمن، كما استخدمت الطيران الحربي في قصف الحي للمرة الاولى الجمعة. وتعتبر حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، معقلا اساسيا للمقاتلين المعارضين، وشهدت معارك عنيفة استمرت اشهرا، ولا تزال مناطق فيها تحت الحصار وتخضع للقصف. وبعد تكرار تبادل القصف المدفعي بين سوريا وتركيا من الاربعاء حتى الاحد، حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون امس من ان "تصعيد النزاع على الحدود السورية التركية وتداعيات الازمة على لبنان امران بالغي الخطورة". ونبه بان في خطابه خلال افتتاح منتدى عالميا اول للديموقراطية في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الى ان "الوضع في سوريا تفاقم بشكل مأسوي. انه يطرح مشاكل خطيرة بالنسبة لاستقرار جيران سوريا وكل المنطقة". ومنذ سقوط خمسة قتلى اتراك بقذيفة سقطت من الجانب السوري على قرية اكجاكالي، تعمد تركيا الى الرد بقصف الاراضي السورية ولا سيما بعدما اجاز البرلمان التركي للحكومة شن عمليات داخل سوريا اذا اقتضت الحاجة. وتكرر تبادل النيران المدفعية في الايام الماضية، وآخرها الاحد بعد سقوط قذيفة من سوريا على القرية الحدودية التركية نفسها. واعرب بان عن قلقه الشديد "إزاء التدفق المستمر للاسلحة الى الحكومة السورية وكذلك الى قوات المعارضة"، طالبا "بشكل عاجل من الدول التي تقدم اسلحة ان تتوقف عن ذلك". من جهة اخرى دعا الامين العام للامم المتحدة الدول المانحة الى "المزيد من السخاء" في تلبية حاجات النازحين داخل سوريا واللاجئين منها الى الدول المجاورة". وتفيد الاممالمتحدة ان نحو 1,5 مليون سوري، اكثر من نصفهم من الاطفال، نزحوا داخل سوريا، في حين ان 300 الف لجأوا الى الدول المجاورة، وهو رقم تتوقع ان يقارب 700 الفا نهاية العام.