«الآنسة مي».. مسلسل جديد يروي سيرة الأديبة مي زيادة ورسائلها لجبران انطلقت في لبنان رحلة تصوير مسلسل "الآنسة ميّ" الذي يروي حياة الأديبة ميّ زيادة التي عشقت الحرية وآمنت بالكلمة، فتألقت كأديبة ومناضلة في زمن كانت فيه سماء الأدب حكراً على الرجال فقط، العمل يرصد تنقل ميّ وعيشها حياةً مشوّقة غير عادية في أكثر من عاصمة عربية لا سيما فلسطين ولبنان ومصر في بدايات القرن الماضي وبالتزامن مع بزوغ حركات التحرر الوطنية من السلطنة العثمانية، ويلوّنه لقاء العديد من أعلام الفكر والأدب والسياسة في القاهرة، الذين منهم على سبيل المثال لا الحصر؛ عباس محمود العقاد، وأحمد لطفي السيد، وخليل مطران، وشبلي الشميّل وطه حسين، وجبران خليل جبران الذي ارتبطت معه بعلاقة عفيفة مميزة لخّصتها رسائلهما المشهورة. والمسلسل من 30 حلقة وهو من تأليف السيناريست سمير مراد ومن إخراج يوسف الخوري الذي التقته الرياض وسألته عن تفاصيل العمل عبر هذا الحوار: * لماذا اخترت ميّ زيادة تحديداً؟ -لأن التغيرات التي تحدث في العالم العربي اليوم شبيهة بما كان عليه الوضع في العصر الذي عاشت فيه مي زيادة، إلى جانب أن نضالها أثناء عصر النهضة العربية يتماشى مع النضالات العظيمة التي نراها الآن، لذا وجدنا تطابقاً بين عصرها وعصرنا في الهم والمعاناة والكفاح، ورأينا أن حياتها تعتبر نموذجاً مثالياً ينبغي أن يطلع عليه الجمهور العربي بحثاً عن شعاع أمل في خضم الاضطرابات السياسية. * ومن هي الممثلة التي ستقوم بدور ميّ؟ ومن هم الأبطال؟ -لقد تم اختيار الفنانة نور لأداء شخصية مي زيادة وهي ممثلة مميزة وقادرة على تقديم محاكاة دقيقة لتفاصيل شخصية مي، كما سيقدم الفنان السوري باسم ياخور دور عباس محمود العقاد، ويقدم الفنان اللبناني ردني حداد شخصية جبران خليل جبران، ويقدم الفنان اللبناني حسان مراد دور والد مي زيادة، ويقدم الفنان اللبناني عصام أبوخالد شخصية خليل مطران، والفنانة ندى ابو فرحات في دور أليس داغر صديقة مي، ومن الأردن الفنان رشيد ملحس الذي سيقدم دور بوليس معمر خال مي زيادة، ومن سوريا تقدم الفنانة جومانا ابو عساف دور والدة مي، وتقدم دور مي في طفولتها الممثلة الطفلة ميلليتا عبود. هذا إلى جانب أن لدينا في المسلسل عددا كبيرا من الشخصيات يصل إلى 172 شخصية بسبب تنوع مواقع التصوير وتنقلها بين عدة بلدان والشخصيات موزعة على 87 ممثلاً وممثلة من لبنان و40 ممثلاً وممثلة من مصر و14 من فلسطين و12 ممثلاً من سوريا و3 من تركيا و7 ممثلين من فرنسا وأربعة ممثلين من بريطانيا. * كم سيستغرق تصوير المسلسل؟ -تقريباً من 25 أسبوعا إلى 28 أسبوعاً وقد تم تصوير الحقبة الأولى من سيرة مي زيادة والتي تمثل فلسطين ولبنان وأجزاء من مرحلة حياتها في مصر، ومن المخطط أن يستغرق المونتاج 20 أسبوعاً تشمل مراحل الموسيقى والغرافيك. * وأين سيتم التصوير؟ -سيتم تصوير كامل العمل ما بين لبنان وفلسطين ومصر، باستخدام تقنيات سينمائية حديثة جداً لأول مرة تستخدم لتصوير عمل عربي بالإضافة إلى أعمال معالجة الصورة وتركيب المجاميع والمواقع التاريخية التي سيتم تنفيذها بتقنية 3D بين لندن ودبي. * ألا ترى أن إنتاجاً ضخماً كهذا يعتبر مجازفة خاصة أن هناك من يقول إن مسلسلات السير الشخصية لم تعد بذلك الوهج؟ -لا أعتقد ذلك لأني أرى أن أي عمل تلفزيوني يمكن اعتباره سيرة ذاتية لشخص ما سواء كانت شخصية وهمية أو حقيقية فمثلاً المسلسلات التركية التي شهدت متابعة واسعة نجدها تركز على سيرة شخصيات سواء كانت حقيقية أو مختلقة من قبل المؤلف، فالسير الشخصية بذاتها لا تنجح بالمطلق ولا تفشل بالمطلق، فهناك أشخاص مهمين لعبوا دورا جيدا في التحول الحضاري والثقافي لكن سيرهم الشخصية لا تحتمل أن تقدم في مسلسل تلفزيوني، وهناك آخرون لعبوا دوراً أقل لكن حياتهم تصلح كمادة تلفزيونية ثرية، وبالنسبة لمي زيادة فهي امرأة عملت دوراً ريادياً في عصر النهضة العربية وفي نفس الوقت سيرتها الذاتية من روائع القصص وتحمل كل مواصفات القصة الناجحة والجذابة، فهذه المرأة عاشت تراجيديا حقيقية مشوقة ويكفيك منها أن مي هي التي أغرم بها أهم الأدباء والمفكرين ومع ذلك ماتت عزباء وانتهت سجينة في مصحة عقلية رغم كفاحها من أجل الحرية. ومهما كان الموقف من مسلسلات السير الشخصية فإننا سنعمل على تقديم عمل مميز يكون علامة فارقة في الدراما العربية والأهم أن يكون منصفاً للمرحلة التاريخية المفصلية التي عاشتها مي زيادة. لقطة من المسلسل الفنانة نور في شخصية مي