لاشك ان اليوم الوطني المجيد لمملكتنا هو ذكرى جميلة نحتفل بها كل عام. هذا اليوم الذي نعتبره يوم العز والمجد المضيء في تاريخنا العربي فقد تحقق فيه تاريخ المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله الذي أسس بنيانها على هدي من القرآن والسنة النبوية المطهرة، وجعل القرآن والسنة النبوية دستورها ومنهاجها وشريعتها، وسار على هذا النهج أبناؤه الملوك البررة هداة مهتدين صالحين بارين بشعبهم وأمتهم ان شاء الله. فعندما نتأمل ونستخدم عقولنا وإيماننا وعلمنا ندرك بأن الله سبحانه وتعالى حينما قدر أن يكون في هذه البلاد الطاهرة بيته الحرام وقبلة المسلمين ومهبط الوحي ومسجد رسوله الهادي النبي الأمين عليه الصلاة والسلام وحينما نتفكر في قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) سورة النور الآية 55 ندرك ان الله سبحانه وتعالى أكرم هذا البلد وحفظه بأن هيأ له من عباده الصالحين المؤمنين واختار له من خلقه المبارك أسرة مباركة تحكم بشرع الله والعدل والإحسان وتبذل الجهد في خدمة الأسلام والمسلمين ونصرة الدين وإعلاء كلمة الله ، وتوفير الأمن والرخاء لشعبها. ولننظر إلى ما حولنا في هذا الزمن العجيب الذي تكثر فيه المحن والمصائب حول العالم حولنا في محيطنا الإقليمي ونحن ولله الحمد وبفضل من الله ثم بفضل الجهود المخلصة التقية النقية المؤمنة بالله التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله. يؤازره ويساعده بكل أمانه وإخلاص ولي عهده الوفي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز و إخوانه ووزراؤه ورجاله المخلصون الصادقون. وبفضل الله ثم بفضل هذه الجهود نعيش بأمن وأمان واستقرار ونعمة يجب علينا المحافظة عليها بالشكر لله والثناء والحمد والدعاء لولاة الأمر بالسر والعلن بأن الله ينصرهم ويوفقهم ويسدد خطاهم على طريق الخير فبالشكر تدوم النعم. إن المتأمل لمسيرة هذا الوطن يرصد تاريخا مشرفا ومسيرة حافلة بالانجازات. فمنذ اليوم الأول لتأسيس وتوحيد هذا الوطن أي قبل 82 عاما وحتى هذا اليوم الذي نحتفل فيه وفي عهد القائد الميمون ملك الإصلاح والتنمية والعدل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم يدخر وسعا في سبيل اسعاد هذا الشعب ونحن ننعم بالأمن والاستقرار والتنمية، ولقد اجتاز خادم الحرمين الشريفين ببلادنا فضاءات عالمية غاية في الأهمية ورفع مكانة المملكة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والأنسانية لتقف في مصاف دول العالم الأول مع ثبات المبدأ ورسوخ العقيدة. ان ما أقوله ليس فقط بشهادة المواطن السعودي ،بل بشهادة كل رؤساء العالم وكل من التقينا بهم في المحافل الدولية من شعوب العالم من مسؤولين دوليين ونخب. اطلعت عليه عن قرب حينما كان لي شرف تمثيل بلادي في بلدان عديدة كان آخرها الأممالمتحدة في نيويورك. نعم ان العالم يهنئنا ويغبطنا بهذا الملك الكريم ونائبه صاحب السمو الملكي ولي العهد ووزير الدفاع والطيران الأمير سلمان بن عبدالعزيز– حفظهم الله، ويشار إليه انه ملك الإصلاح في جميع القطاعات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والقضائية والتعليمية والصحية. وهو دائما حفظه الله يطلب من المسؤولين والمواطنين النصح والمشورة ، وان يراعوا الله في أعمالهم وأقوالهم وان يتعاونوا على البر والتقوى والعمل والأخلاص لأجل الدين والوطن ويدعو أمته الإسلامية إلى الاعتصام بحبل الله والابتعاد عن الفرقة والتشرذم. ومن أجل ان نجعل أيامنا وطنية دائما علينا كمواطنين مساعدة ولاة الأمر وذلك في الأخلاص في العمل والصدق في القول ونظافة السلوك والقلب واليد وعلينا أيضا تذكير أبنائنا وأحفادنا بتاريخ ما قبل تأسيس هذه الدولة الكريمة وما كنا عليه من حاله سيئة من حرمان وفقر ومرض وفرقة وتناحر وشقاق وضعف ديني ومانحن عليه الآن من نعمة وأمن وخير . بعد أن قام المؤسس( الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله ) بوضع دعائم وقواعد الوحدة وجمع شمل أبنائها ليبنوا معا يداً واحدة صرح هذا البلد، ويكملوا مسيرة البناء والوحدة والتنمية والأمن تحت قيادة هذه الأسرة الكريمة المؤمنة الصالحة – حفظهم الله وسدد خطاهم وأدام نعمة الأمن والإيمان على هذا الوطن حكومة وشعبا وكل عام ووطننا في تقدم وازدهار والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين. * عضو مجلس الشورى