في اليوم السابع من شهر ذي القعدة لهذا العام، الموافق لليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر عام 2012م، تحل علينا الذكرى الثانية والثمانون ليومنا الوطني الخالد في نفس كل مواطن سعودي. ففي مثل هذا اليوم المبارك من عام 1351ه (1932م) أعلن مؤسس هذا الوطن الشامخ الراسخ، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، مولد المملكة العربية السعودية، دولة حرة أبية موحدة، دستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ورسالتها إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، وخدمة دينه الحنيف، وغايتها تحقيق الخير وبسط الأمن والاستقرار. جاء هذا الإعلان بمولد هذه البلاد الطيبة المباركة، بعد مخاض عسير، شهد ملاحم بطولية فريدة، خطط لها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ثم وجهها بفكره النير، وعقله الكبير، وذكائه الحاد، وقادها بسيفه البتار، إذ تحدثنا كتب التاريخ، أن المؤسس كان في كل معركة أول جندي من جيش الوحدة والتوحيد يواجه الخصوم.. نعم الخصوم، لا الأعداء، إذ هكذا كان ينظر إلى الأمر، فلا عداء بين أبناء البلد الواحد، والمنشأ الواحد، وقبل هذا وذاك: العقيدة السمحة الواحدة. وإنما هو الجهل والتخلف والحاجة التي دفعت أبناء الأمة الواحدة للتشرذم والتناحر وإشهار السيف في وجه بعضهم البعض. ولولا أن المؤسس ( يرحمه الله) كان يؤمن بهذا المبدأ، ويثق في عون الله وتوفيقه بتحقيق النصر، لما سعى خلال مدة توحيده للمملكة العربية السعودية، لم يعرف فيها للنوم طعماً ولا للراحة مذاقاً، حتى كلل الله رحلة جهاده الطويلة الشاقة،ونيته الصادقة، بنصر مؤزر، فاجتمعت حوله القلوب، وتآلفت النفوس، وتوحد الجهد نحو غاية واحدة، وهدف مشترك، فأصبحنا إخواناً بنعمة الله سبحانه وتعالى علينا، وجسداً واحداً، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. ولهذا، كان لزاماً علينا جميعاً أن نكثر في هذا اليوم الشكر لله سبحانه وتعالى، أن منّ علينا بقائد حكيم، وبطل جسور، ورجل صالح صاحب قلب كبير، ثم هيأ له كل أسباب النصر، وكتب له التوفيق والسداد في مسعاه وقصده النبيل، فكان هذا البلد الطيب الكريم، ثمرة هنيئة لرحلة كفاح مريرة وصبر عظيم.. ثم العرفان لهذا الرجل الصالح الكبير، عبدالعزيز آل سعود، الذي أوقف حياته كلها لتأسيس هذا الوطن الشامخ الراسخ، ولم يكتف بالتأسيس فحسب، بل استشرف المستقبل، فضمن له، بإذن الله، بقاءه واستمراره، وازدهاره، ورخاءه، ومواصلة مسيرته الخالدة، ورسالته السامية العظيمة.. فاللهم لك الحمد والشكر أن وحدت بلادنا وألفت بين قلوبنا على هدى كتابك وسنة نبيك، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وكل عام ووطننا في أمن وأمان،وقادتنا بصحة وعافية، والجميع في خير وسلام. *مدير جامعة شقراء