منذ كأس العالم 2002 وبعد خسارة المنتخب السعودي المفجعة بالثمانية النظيفة أمام المانيا انقطعت مطالعاتي بكل ما يمت لكرة القدم بصلة لا منتخبات ولا أندية، اقتصر اهتمامي بالفروسية فقط إيماناً بديني الذي يفخر ب((والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً))، واعتزازاً بأصالتي العربية وافتخاراً بالجياد السعودية التي اكتسحت حوافرها ميادين البطولات وخطفت كؤوس الفوز وتيجان الفوز ولم تدخلنا الفروسية يوماً في مواجهات نفسية محبطة مع فرسانها في المسابقات. لذا استمرت مقاطعتي لعالم الكرة حتى طلت وضحى الراشد عضو شرف نادي الفتح في الإحساء بخبر صغير نشر في الصحف أعدت فيه النظر ملياً لغرابته في مجتمعنا سيدة سعودية وعضو شرف تبرعت لناديها بكامل مصاريف رابطة الفريق في الكويت، فتح هذا الخبر الباب لتدافع التساؤلات الملأى بالتناقض وقلت في نفسي المرأة لا تمارس الرياضة في المدارس! وليس لها أندية رياضيه غير أندية (التخسيس) وفجأة وبقدرة قادر شاركت في اولمبياد لندن!! المرأة تمنع من حضور المباريات الكروية ولكن يسمح لها بحضور مسابقات الفروسية وراليات السيارات!! المرأة تكتب في الشأن الرياضي في الصحف المحلية ولكن لدينا مذيعات متخصصات في الأخبار والبرامج الرياضية ويعملن خارج الوطن!!،وأخيراً المرأة عضو شرف في بعض الأندية منذ سنوات لا نعلم عنها شيئاً أمثال حصة العون عضو شرف في النادي الأهلي، وضحى الراشد عضو شرف نادي الفتح، المرأة لا يحق لها أن تكون عضو مجلس إدارة النادي بسبب الأنظمة والعادات والتقاليد ولكن يسمح لها أن تكون عضو شرف في النادي بشرط أن تتبرع لناديها وتسهم في دعمه وهي في الظل ومن بعيد لبعيد!!. والمرأة عضو شرف في النادي ولكن لا يحق لها التصويت لاختيار أعضاء مجلس إدارة النادي!!. ما هذا التخبط والتناقض الذي نعيش فيه؟ بعد المجهودات الفردية للمرأة في الرياضية السعودية، هل دخولها رسمياً للمشاركة في اولمبياد لندن كان مجرد الخضوع لاشتراطات لمشاركة المنتخبات بلا اقتناع، أين موقع المرأة في الرياضة السعودية مستقبلاً؟ هل ستظل هكذا بلا تخطيط سؤال كبير موجه إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب وإلى كل جهة لها علاقة بالرياضة من أندية وإعلام وغيرها. وأعتقد أن تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله للفارسة السعودية دلما محلس دليل على قناعته بالمرأة السعودية وفخره بإنجازاتها الوطنية.