يا تل قلبي(1) تل هجنٍ بمسراه خطو العقيد اللي علومه ابعادي على عشيرٍ راح واقفت مطاياه عزاه من فرقاه والوجد زادي أعوي اعوا ذيبٍ على رأس مرقاه قام ايتهظم بالعوا لين بادي يقنب طويل الليل يجذب ضراياه اضحى ضحاه وراعي المال قادي على الذي صافان والقلب صافاه وقتٍ مضى يا ليته اليوم عادي ما خاب من سماه ضاري ورباه واسمه على فعله دليلٍ وهادي من يوم أنا شفت المطيه امثناه باح الكنين اللي خفى للمعادي باح الغرام وبين القلب ما أخفاه ياليت ضاري في غرايز ابلادي لو تنفعن ياليت قلته امثناه ليت السريه في محله اتعادي ايام وقتٍ فات يا زين مجراه الليل نسهر والخلايق ارقادي ياقصر ليل الانس يا ناس قصراه شمسه تغيب ونور الاصباح بادي مع الذي تروي شبا السيف يمناه ذيب السرايا في نهار الطرادي واليوم شان الوقت يا طول هجراه من يوم جاه من المعزب منادي اقفا على حمراً من الهجن يزهاه وقفيت انا ودموع عيني ابدادي يا شين دنيانا من اليوم شيناه ويا زينها بالوقت الاول وغادي العفو يا كثر الغرابيل شفناه ما غير انا وابن سبيل وكادي قله ترى قلبي مع الهجن تشعاه وهو ترى قلبه مع البيض غادي الشاعرة: هي نورة الطريفية حسب ما جاء في مخطوط الربيعي وهناك من سماها كالهطلاني وابن رداس نورة الحمود الظفيرية وهي من شاعرات القرن الرابع عشر الهجري. مناسبة النص: جاء عند الربيعي" أن عبد العزيز بن مساعد وقت كان أميراً في بريدة قد أرسل ضاري ومعه سرية للبقاء في عين الأسياح وذات يوم شاهد ضاري نورة وافتتن كل منهما بالآخر ثم تقدم لها وتزوجها ومكثوا على ذلك ثمانية أشهر فأرسل ابن مساعد نجابا لأمير السرية ضاري فأناخ راحلته عند بيت ضاري وسلمه الكتاب فإذا فيه انقضى اللازم انكفوا فبكى فقالت له نوره وش فيك؟ قال المعزب مستلحقنا، فشهقت ثم مرضت وكادت أن تهلك وأنشدت هذه القصيدة". دراسة النص: لم أجد في المصادر، التي بين يدي،من أورد هذا النص كاملاً سوى الربيعي (رحمه الله)أما الآخرون فلم يتجاوز النص لديهم الأربعة أبيات،وقد بدأت الشاعرة قصيدتها واصفة حالة انجذاب قلبها بقوة وألم مثلما تنجذب الإبل السريعة الجري تحت أمير الغزاة الذي تعود أن يطيل مسافة سيره ثم توضح أن هذا الانتزاع المؤلم للقلب إنما بسبب ذهاب من كان بينها وبينه عشرة ومودة مشبهة صوت أنينها بعواء الذئب الذي يرتقي مرتفعاً فيمد ويشكل في صوت العواء حتى يتعب من ذلك بقصد جذب الذئاب الأخرى لمساعدته في الهجوم بعد أن أعيته الحيلة ولكن الصباح يدركه ويغادر صاحب الماشية المكان،ثم تصرح شاعرتنا باسم حبيبها المغادر ضاري وتمتدحه بان اسمه وافق فعله،وكيف أنها أحست بهذا الفراق ولم تعد تحتمل إخفاء مشاعرها منذ أن شاهدت راحلة النجاب،ومع إدراكها بأن التمني لا يفيد فهي تتمنى أن يبقى زوجها ضاري وتبقى السرية في البلدة وتتذكر ليال الأنس التي جمعتهم معاً وكيف أن الليل باجتماع الأحبة يصبح قصيرا،ثم تصف حالة الحزن التي عاشتها منذ أن غادرها الحبيب ممتطياً ناقة حمراء اللون وليس لها إلا الدموع والبكاء مؤكدة أن لا أحد يشبهها في ذلك إلا الشاعر ابن سبيل وهو على النقيض منها فهي تتمنى صاحبها الذي غادر مع الركب وابن سبيل كان في ركب ويتمنى صاحبته التي مع النساء الجميلات ذوات البشرة البيضاء ،والشاعرة بذلك تشير إلى أبيات من قصيدة عبد الله ابن سبيل التي يقول فيها: يوم الركايب عقبن خشم ابانات ذكرت ملهوف الحشا من عنايه ليته رديف لي على الهجن هيهات اما معي والاّ رديف اخويايه ثم يورد الربيعي قصيدة أخرى لها تفيض شوقاً وحنيناً لذلك الحبيب المغادر وتسندها على ابن لها صغير اسمه حمود تتمنى فيها أن يعود الحبيب أو أنها كانت صحبته على راحلته وتتحسر على أنها قد أولعت بمن ليس مستقراً بديارها ثم تتمنى أنها سيف في يد الحبيب أو جزء من ملابسه التي يتقي بها: ياليت ضاري قريب ويفتح الباب ليتي رديفه على ورك النجيبه ومنها : ياليتنا ما تولعنا بالاجناب لا صار ما دارهم عندي قريبه ياليتني قردة بالكف قضاب أصير بيمنى الفهد دايم جنيبه الهوامش: 1-يبدو أن استخدام الشاعرات (يا تل قلبي)وهو انتزاع وجذب القلب بقوة وألم يعتبر وصفاً قريباً من معاناتهن فقد كثر استخدامه لديهن بكثرة ومن ذلك الشاعرة مرسا العطاوية التي تقول من قصيدة لها: يا تل قلبي تل غربٍ هجاجي على ثلاثٍ يزعجنه مشاويح وكذلك الشاعرة غزيل في قولها: واتل قلبي على بلعوس تلة ركاب المقفيني ابن رداس الربيعي