الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا بالوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد، وضيفنا اليوم هو الدكتور صالح الأنصاري الاستاذ المساعد بطب الأسرة والمجتمع والخبير برياضة المشي. * صدر لك مؤلف "صحتك بالمشي" لماذا لا نجد هذا الكتاب في مكتبات الأندية الرياضة ليثقف المشجع ويدفعه للممارسة؟ الاتحاد يسيطر على منزلي.. وبعض الناشطين في الشأن الرياضي لا يستطيعون المشي 300 م متواصلة - أزمتنا أزمة قراءة، وليست أزمة توزيع، ومع أن توزيع الكتاب وصل إلى 18,000 نسخة تقريباً على الرغم من أن موضوعه لا يحمل الكثير من الإثارة، فهذا يعني أن هناك تحسنا. * بصفتك الخبير في رياضة المشي هل يمكن أن تعطي تعريفاً مختصراً لأثره على الصحة؟ - لخصت في كتابي "صحتك في المشي" أكثر من 44 فائدة للمشي وأوردت 14 سبباً يجعلنا نختار المشي من بين الرياضات وقديماً لخصها أبقراط الطبيب اليوناني الشهير بقوله "المشي أفضل علاج للإنسان". * ولماذا في رأيك لا تقام ندوات عن رياضة المشي عبر الأندية الرياضية؟ - نرى على لوحة كل نادٍ من أنديتنا الرياضية كلمة "رياضي" "ثقافي" "اجتماعي" لكن الرياضة الوحيدة المفعلة هي كرة القدم، فما بالك ببقية الرياضات، فضلاً عن الثقافة وشؤون المجتمع. البطاقة الحمراء يستحقها الطبيب المدخن والكرت الأصفر أرفعه للذين يقفون في صف البوفيه في الولائم * وأين عيادات الطب الرياضي والطب الوقائي وتخصصاتهما من المستشفيات والجامعات السعودية؟ - إذا كانت نظرتنا إلى "الطب الرياضي" هي علاج الإصابات لدى الرياضيين فهذه نتيجة طبيعية. في الغرب يضاف لهذا الاهتمام نشر ثقافة النشاط البدني وتوسيع نطاقه ليشمل مكافحة الأمراض المزمنة والوقاية منها. * هل يمكن أن نشبه أخطاء الحكام بالأخطاء الطبية ولو بنسب بسيطة؟ - كلاهما في نظر المستفيدين "قاتلة" كما يقول المعلقون. * وهل دخول الرياضة لمدارس البنات سيساهم يوماً ما في تخفيف الأعباء نسبياً على وزارة الصحة؟ - نعم، ولكن إذا استبعدنا التركيز على الرياضات التنافسية فالمرأة لم تخلق للمنافسات الرياضية، ركزوا على ثقافة النشاط البدني من أجل الصحة، ورفقاً بالقوارير. * المفهوم السائد لدينا عن الرياضة هل تراه صحيحا أم خاطئا؟ ولماذا؟ - السائد عن الرياضة أن يلاحق 22 لاعباً كرة، ويتفرج عليهم ملايين الناس، مع أن غالبية المتابعين يطلق على نفسه اسم "رياضي"، بل إن من المعلقين والناشطين في الشأن الرياضي لا يستطيع أن يمشي 300 متر متواصلة. * "العقل السليم في الجسم السليم" عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية شهيرة لا تمتلك جسماً سليماً!! هل توافقني على ذلك أم ان لك رأياً آخر؟ - أريد أن أصحح العبارة إلى "العقل السليم يبني جسماً سليماً" خالياً من الأمراض. * بعد اكتشاف لقاح للسيطرة على أنفلونزا الطيور والخنازير هل سنجد لقاحاً مناسباً لأنفلونزا التعصب الرياضي؟ - هناك لقاح مناسب للتعصب الرياضي هو "توسيع اهتمامات الشباب" ولعل الرئاسة العامة لرعاية الشباب تتناول هذا الموضوع. * هل هناك ثمة شبه بين اللاعب والطبيب؟ "ما وجه الشبه إن وجد"؟ - سرعة التصرف في وقت محدود جداً. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ - عندما كنت سنة أولى طب في جامعة الملك عبدالعزيز عام 1400ه حضرت مباراة بين الاتحاد والأهلي مع ابني عمي في جدة. والثانية في نادي الرياض في مشوار مشي مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم أيام د. محمد بن أحمد الرشيد عام 1425ه * من ترشح من مشاهير الرياضة لدخول مجال الطب ؟ ولماذا؟ - محمد نور، لأني علمت أنه حضر أكثر من مباراة بعد وقت قصير من وفاة بعض أقربائه رحمهم الله. والطبيب لا بد أن يعزل عواطفه عن عمله كما يفعل محمد نور. * ومن تدعوه منهم لمائدتك؟ - أحمد الفريدي، أحس أنه قريب إلى قلبي. * شكل فريقاً من الأطباء لمواجهة منتخب ألمانيا في مباراة ودية؟ - سأجعلها خماسية من أطباء أمون عليهم، منهم الدكاترة عدنان أحمد البار وعامر الألمعي ومحمد عبدالله عاني وخالد النمر وعطا الله الرحيلي وفهد الحضيري (احتياط). والسبب أنهم عقدوني، فكم نصحتهم بالمشي ولم يستجيبوا كما ينبغي فأعاقبهم بهذه المباراة. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - نعم، عندما تركت الإدارة العامة للصحة المدرسية، ووجدت نفسي أحن إليها وإلى العمل في تعزيز الصحة والتوعية الصحية، وتمنيت لو اكتملت رسالتي فيها. * لمن توجه البطاقة الصفراء؟ - للأطباء الذين يقفون في صف البوفيه في الولائم، ويملؤون الأطباق بالأرز واللحوم، ويضربون المثل السيىء في اختياراتهم الغذائية. * ومن يستحق في نظرك البطاقة الحمراء؟ - الطبيب المدخن * لأي الأندية تدين الغلبة في منزلك؟ - الاتحاد. * ومن يستحق الميدالية الذهبية برأيك؟ - الدكتور عمر شمس الدين من الكويت ناشط في التوعية الصحية في تويتر. أخيراً، أنا مهتم بتعزيز الصحة والتوعية الصحية ونشر ثقافة المشي وشكراً لجريدة "الرياض".