اكد عدد من الباحثين والكتاب على ان التعاطي الإعلامي مع مناسبة اليوم الوطني قاصرة، مطالبين بضرورة الاهتمام بهذا الحدث عبر اعداد مؤسسي مسبق سواء كانت عروضا او مناسبات وتوظيف طاقات الشباب بطريقة ايجابية في الأعوام القادمة. جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها هيئة الصحفيين السعوديين بمقرها في الرياض مساء امس الأول عن «اليوم الوطني ومضامين الإعلام» - وقفة للمراجعة – بحضور رئيس هيئة الصحفيين السعوديين رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ تركي بن عبدالله السديري واعضاء الهيئة وعدد من المهتمين والإعلاميين. مؤتمرون: مواقع التواصل دعمت التطرف خصوصاً تنظيم القاعدة وجنّدت الشباب وقد استهل الندوة الدكتور فهد السماري الذي قدم ورقة اكد فيها عدم رضاهم كمؤرخين عن المحتوى الإعلامي في التعاطي مع اليوم الوطني واعترف في معرض ورقته بأن التقصير يعود اليهم بالدرجة الأولى ثم الى الإعلاميين وقال: نحن في دارة الملك عبدالعزيز على وشك تقديم محتوى ومضمون تاريخي مقنع نتحمّل مسؤوليته كما استعرض الجانب المتعلق بالمؤرخ لافتاً ان دوره ينحصر في وضع المعلومة التاريخية للإعلامي وشدد الدكتور السماري على ضرورة التعامل مع هذا اليوم كحدث ملئ بالدروس لا كمناسبة عابرة وان يطرح التاريخ بطريقة جاذبة وغير تقليدية وتقربنا الى واقعنا وتاريخنا. طالباً في ختام ورقته الى ضرورة التكامل بين الإعلاميين والمؤرخين لخدمة المعلومة التاريخية. د. عبدالله الجحلان مكرماً سلمان الدوسري بعدها القى الدكتور احسان علي بو حليقة ورقته التي دعا فيها الى الاهتمام بهذا الحدث عبر اعداد مؤسسي مسبق سواء كانت عروضا او مناسبات وتوظيف طاقات الشباب بطريقة ايجابية في الأعوام القادمة بعدها انتقل الى الحالة الإقتصادية التي كانت عليها المملكة ابان تأسيسها مشيراً الى ان فترة منتصف الأربعينات شهدت مخططاً استراتيجياً تنموياً هو الأكبر طموحاً في المملكة وما زلنا نعمل على تحقيقه الى الآن من خلال رؤية عميقة للمؤسس- طيب الله ثراه- الذي استعان بعناصر عربية واجنبية بعد ان بدأت لديه الهواجس التنموية كالاتصالات وشبكة الطرق وسكة الحديد موضحاً ان المملكة صاغت سياسة استراتيجية تتمثل في ضمان استمرار إمدادات قوية لسوق العمل يضمن التوازن بين العرض والطلب وعدم الركون الى البترول وما تختزنه من احتياطات. بعدها القى الدكتور خالد بن ابراهيم العواد ورقة طرح فيها عدة تساؤلات حول الإعلام سواء التقليدي او الحديث وانصراف الشباب الى الأخير والذي تشكل في صورة وصفها بالانفتاحية العالية جداً التي انعكست على روح الشباب وسماته مشيراً الى وجود حراك كبير جداً لدى الشباب مع هذا الإعلام سواء كونه متلقياً او متفاعلاً مشيراً الى انه يوجد إشكالا والتباسا في ذهن الشاب بين مفهوم الوطنية وبين مفهوم المواطنة وطالب بإعطاء الشباب الفرصة للفرح بهذا اليوم وإن ظهرت ممارسات أثارت حنق البعض مطالباً بعقد ندوات وورش لمناقشة ما حدث لتوحيد الصورة الذهنية لدى الجميع حوله. اما ورقة الأستاذ جمال خاشقجي فقد ركزت ورقته على كيفية تعامل الإعلاميين مع اليوم الوطني ولفت فيها الى وجود مشكلة حول هوية هذا اليوم وعدم معرفة كيفية الاحتفال به ورأى ان الطريق الأسلم للاحتفال ينطلق من منحيين رئيسيين الأول التاريخ مشيراً الى ان التناولات الإعلامية تركز على الإنجازات وتهمل شخصية المؤسس وجهوده العظيمة في التأسيس واضاف:اما الجانب الآخر الذي يجب ان يركز عليه الإعلام هو المفاهيم الكبرى كالوحدة الوطنية ومضى خاشقجي قائلاً:ان الإعلام للأسف عبر وسائله المختلفة اغفل الجانب التاريخي فضلاً عن حالة الجهل لدى البعض بتواريخ مهمة تتعلق ببلادنا الحبيبة وختم جمال خاشقجي ورقته باقتراح تضمن تخصيص شارع واسع لهذا الاحتفال تتخلله مسيرة واستعراض موسيقي للجيش امام الناس المنتشرين على جنبات الطريق وافساح المجال امام طلبة المدارس والهيئات في تقديم استعراضات واشكال مستوحاة من تاريخ هذه البلاد. المشاركون في الندوة بعدها قدمت الباحثة والكاتبة رقية الهويريني ورقة توقفت فيها عند عنوان الندوة "وقفة مراجعة" معتبرة ان اليوم الوطني ليس للفرح فقط كما اشار من سبقها في الندوة وانما يوم للتقويم والمراجعة ومضت الهويريني قائلة:ان المواطن الآن اصبح متطلباً وهو اكثر وعياً من ذي قبل ومن ثم فإن التقييم يجب ان يتم على جميع المستويات سواء الوزارات ماذا قدمت للمواطن وكذلك المواطن ماذا قدم لوطنه ومضت قائلة:لدينا امية في المواطنة متسائلة:ماذا قدمنا لوطننا وشددت الهويريني على أن المواطنة سلوك وشعور بالمسؤولية يجب زرعه في النشء مبدية اسفها من اقتصار وعي البعض في هذا اليوم على الإجازة التي تمنح فيه او انتظار قرارات ملكية للشعب وكأن الأمر مقايضة بين المواطن والدولة معتبرة ان وصولنا لمرحلة العطاء بدون مقابل فهذا يعني اننا نجحنا في اليوم الوطني. اما الورقة الأخيرة فقد قدمتها الكاتبة الصحفية الأستاذة بينة الملحم تلخصت حول الإعلام الجديد استعرضت من خلالها آخر الأرقام والإحصاءات لمستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً "تويتر" مؤكدة ان هذا الإعلام لم يعد مجرد وقت للتسلية فيما هو يشكل وعي الناس وحياتهم وتوقفت الملحم عند نقطة تتعلق بأصوات المجتمع وآرائه في الأحداث التي تجري قائلة:انها الديمقراطية التي اعتقد كثير من مستخدمي تويتر المحليين ان باب الحرية مفتوح على مصراعيه دون تقنين مشددة على ان الحرية يجب ان تكون مصحوبة بالمسؤولية لافتة الى ان كثيرا من مواقع التواصل دعمت التطرف سابقاً خصوصاً تنظيم القاعدة في تجنيد بعض الشباب ونوهت الملحم بأن تركيزها على فئة الشباب لأن نسبتهم في المجتمع تزيد على 78% واضافت:اظهرت احدث الإحصاءات ان السعوديين هم الأكثر استخداماً لمواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً "تويتر" في الدول العربية اذ يبلغ عددهم 330 الف مستخدم. بعد ذلك فتح باب المداخلات التي اثرت الندوة حول التناول الإعلامي لليوم الوطني وما يجب ان يكون اجاب عليها المنتدون بكل اريحية بعد ذلك جرى تكريم المشاركين من خلال دروع تكريمية قدمت في ختام الندوة. د. الجحلان خلال الندوة د. خالد العواد د. فهد السماري جمال خاشقجي د. احسان بو حليقة