تعتبر ضربات الشمس من أهم المشاكل الصحية التي قد تصيب الحاج أثناء تأدية شعيرة الحج، فقد بينت دراسة سعودية أنها المسؤولة عن 28% من الوفيات أثناء موسم الحج مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة اثناء الحج، خصوصاً عندما يوافق موسم الحج فصل الصيف وأشهره الحارة، فهل يمكن تجنب حدوثها؟. تحدث ضربة الشمس نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارة خاصة عندما يرافقها درجة رطوبة عالية، مما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض التي تتفاوت شدتها حسب سرعة حدوثها ومرحلة ملاحظتها وهي تتميز عموما بارتفاع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 40 درجة مئوية، وتترافق مع صداع وشعور بالدوار والغثيان والارهاق الشديد والعطش، كما تؤدي إلى تشنج في العضلات وتسارع في النبض، ويزداد التعرق بغزارة في البداية ثم يصبح الجلد جافاً وحاراً، وتتسبب في حال عدم تداركها ومعالجتها إلى اضطرابات في الجهاز العصبي تتراوح بين التخليط الذهني وفقدان الوعي والدخول في حالة سبات، وقد تؤدي في النهاية إلى الوفاة بسبب فشل الأعضاء الحيوية للمصاب. يزداد احتمال حدوث ضربات الشمس عند الوافدين للحج والذين لم يعتادوا على درجات الحرارة العالية، كما ان ازدحام الحجيج، وقلة حركة الهواء، والأعمال المجهدة كالمشي لمسافات طويلة في منتصف النهار وازدحام السيارات والباصات غير المكيفة، واصرار بعض الحجاج على السعي والطواف في وقت الظهيرة ،أثناء الزحام الشديد، كلها عوامل تزيد من احتمال حدوثها، ويعتبر بعض الأشخاص أكثر عرضة للاصابة بها كالمسنين والأطفال والبدناء، والمرضى الذين يعانون من الاسهال ونقصٍ في السوائل، وكذلك المصابين ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري وقصور القلب والقصور الكلوي والذين يستخدمون بعض الأدوية كالمدرات البولية التي تؤدي إلى خسارة الجسم للسوائل. وللوقاية من ضربات الشمس والمشاكل الصحية الأخرى المترافقة لارتفاع درجة الحرارة، لابد من اتباع النصائح التالية: عدم التعرض لأشعة الشمس لفترة الطويلة خاصة عند من لم يعتادوا عليها. البعد عن الجهد الزائد للبدن ما أمكن ذلك. تناول كافية من السوائل خاصة المياه أو المشروبات التي تحتوي على الصوديوم. استخدام ملابس خفيفة، قطنية وفضفاضة. استخدام المظلات فاتحة اللون. أخذ قسط كاف من الراحة بعد تأدية كل شعيرة ما أمكن. استخدام أجهزة التكييف والتبريد في السكن وفي وسائل النقل. تجنب أوقات الزحام أثناء تأدية الحج خاصة للمرضى والمسنين. ولا بد ان ننوه بضرورة سرعة العلاج لمن يشعر بارتفاع درجة الحرارة وبداية اعراض ضربة الشمس لتجنب الوصول إلى المراحل المتقدمة والوفاة، وذلك بالبعد عن أشعة الشمس واللجوء إلى الظل في مكان بارد، وازالة الملابس الثقيلة وتبريد الجسم برشه بالماء أو وضع كمادات ثلجية عليه وتعريضه لهواء المروحة المباشر وكذلك أخذ قسط من الراحة وتناول الأدوية الخافضة للحرارة، ولابد من مراجعة أقرب مركز صحي في الحالات الأشد أو التي لا تستجيب للعلاج الأولي، حيث تتوفر في هذه المراكز المنتشرة في المشاعر المقدسة وحدات التبريد السريع للجسم، كما يعطى المريض العلاجات الأخرى الضرورية لانقاذه. * قسم طب العائلة