لاشك ان الفوز على فريق كبير مثل الشباب يعطي الفرق الاخرى دفعة معنوية كبيرة نحو الاستمرار في الانتصارات والتخلص من تواضع الاداء وغياب الجماعية وعدم الجدية وفوز الهلال الاثنين الماضي على "الليث" واكبه تقديم مستوى جيد من اللاعبين خصوصا خط الوسط الذي استطاع السيطرة والتحكم بالمباراة كما يريد، ميزه في ذلك الانضباط التكتيكي والالتزام بطريقة المدرب وضرب مكامن القوة الشبابية بالاداء السريع وعدم تعقيد الرتم واتاحة الفرصة للخصم بالعودة الى ملعبه ومع هذا نحذر "اصحاب الفانيلة الزرقاء" من مغبة الشعور بالكبرياء والثقة المفرطة بعد الفوز الكبير على الشباب الذي لم يكن في يومه، اذ شاهدنا دفاعه مرتبكا وممرا سهلا، فضلا عن ضياع وسطه وعدم المساعدة على بناء الهجمات خصوصا احمد عطيف، ثم الاستسلام التام للهجوم والارتماء باحضان دفاع الهلال لاسيما ناصر الشمراني الذي غاب تماما عن جو المباراة. نعم الثقة المفرطة لها آثار سلبية على عطاء اللاعبين ونظن ان التجارب كثيرة، وكم فرق استطاع تحقيق مثل هذه النتيجة على حساب فرق كبيرة حينها شعر نجومه بانهم يستطيعون هزيمة اي فريق، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، واعتقد ان لقاء الرائد المتطور اهم واصعب من مواجهة الشباب، وبرأيي ان الهلال سيجد صعوبة بالغة في تخطيه، مالم يكون للرائد حديث آخر وموقف لاتتوقعه جماهير الهلال التي هي الاخرى عليه عدم الاندفاع خلف الفوز الكبير على الشباب، ففريقها لم تكتمل صورته بعد، صحيح انه قدم افضل مستوياته منذ بداية الدوري السعودي في نسخته الحالية، ولكن هذا لايعني ان كومبورايه وضع الوصفة اللازمة فالمشوار لايزال صعبا والرائد من الفرق العنيدة، واولسان الكوري يحتاج الى عمل مختلف ونهج خاص وتعامل يختلف عن التعامل الذي كان عليه الهلال ومدربه في الذهاب، فالفوز على الشباب اذا اعتبره المدرب واللاعبون عودة الفريق سيتعبون كثيرا امام الرائد قبل الفريق الكوري، وبرأيي ان ذلك مسؤولية الجهاز الفني والاداري المطالبين بتهيئة الفريق وإعداده نفسيا بصورة صحيحة حتى يحقق اماني جماهيره بتخطي عقبة اولسان.