لي رأي في نجاح عرض التمور في القصيم والإحساء. وقد غطته الصحافة المحلية وأطلقوا عليه المهرجان. ويشير النجاح هذا – في رأيي – إلى أنه جاء نتيجة تركه لهيئات غير حكومية من تنظيمات الأهالي واستقطاب الراعين، من وكالات إعلامية وصحافة محلية وعربية. كذلك إدارات العرض وتنظيم دخول وخروج المركبات. وشوهدت مركبات كثيرة من دول مجلس التعاون، وشوهد في عنيزة أوروبيون يتسوّقون ويجدون من يُجيب على أسئلتهم ويعرض عليهم ميزات هذا النوع أو ذاك. كل هذا بعيد عن الرسميات والورق . قرأتُ أن إيطاليا من أصل عربي وجد مربحاً في تسويق " المعمول " القادم من المملكة العربية السعودية. كذلك فمندوب شركات مصرية اشترى تمرا وصرف مبالغ كبيرة نقدا. ويقول إنه سيجد سوق مصانع الحلوى في مصر مستعدة للشراء، لكون التمرة، كما ذكر أهل التغذية فيها البدائل المجدية والصحية لتحل محل السكر العادي والقارئون في التغذية يمكن أن يشرحوا شيئا أكثر وأوفى عن كون الكبد لا تتعب بالفرز لأن التمرة بذاتها مفروز فيها السكروز والجلوكوز وأظن شيئا يأتي عن الفريكتوز. والأجمل في هذا النوع من العروض السنوية انه لا مجال للرديء، فالناس – أو أكثرهم - يعرفون ببداهة الطيب والمتوسط وغير الصالح والمقبول للتقديم للضيوف . ومن المفردات التراثية التي عرفها كبار السن وعايشوها كلمة " الجصّه " وبتشديد حرف الصاد هي عبارة عن بناء صغير بولغ في دقة بنائه وهو مبني من الجص والحجارة الصلبة، وترتفع عن مستوى الأرض.. ولها باب صغير يقع في الأعلى وتستعمل الجصة في تخزين التمور ولها مجرى صغير بأسفلها يسيل من خلاله سائل حلو اسمه الدبس وذلك السائل الشبيه بالعسل طعماً ولوناً وهو ناتج من تراكم التمر الرطب داخل الجصة. ويحرص أهل الدار أن تكون في غرفة يصعب الوصول إليها إلا من " راعية البيت " لا لشيء إلا حرصا على النظافة. وقت الغداء فقط يجري إخراج الكمية المطلوبة. والفراسة والمعرفة قادت الناس إلى أن يفهموا أي نوع من أنواع التمر يمكن تخزينه وأي نوع غير قابل وإن جرى تخزينه فقد طعمه. لا تنسوا الجصة في المهرجانات القادمة، فهي " الخزن الإستراتيجي " بمفهوم ذلك الزمن .