تبقى ذاكرة الوطن كل يوم عطرة بذكرى خالدة؛ ذكرى توحيد البلاد.. نقف ونسترجع مرحلة هامة في تاريخ وحدة الوطن حيث اعلن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - توحيد هذه البلاد المباركة في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1351ه، بعد جهاد استمر اثنين وثلاثين عاماً أرسى خلالها قواعد هذا البناء على هدي كتاب الله الكريم. اليوم نحتفي بملحمة عظيمة في تاريخ الامم الحديث.. نعم نسترجع الأمجاد ونستشعر الفخر والعزة والكرامة، ونجدد الولاء، ونقطع العهد على أنفسنا بخدمة الوطن طالما عشنا على ثراه الغالي.. تمر الأجيال وتتعاقب على هذه الأرض الطاهرة وهي تدرك أن هذا الوطن عزيز بتمسكه في كتاب الله وسنة نبيه، ومن حقه علينا أن نغذيه بكل مقوماتها على مر العصور والأزمان؛ فما هذا اليوم إلا رمز للذكرى والابتهاج الذي يكلله حب لا يفنى إلا بفناء الكون وانتهاء الحياة وعمل باق دائم. يأتي اليوم الوطني (82) هذا العام؛ وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله - في جلسة مجلس الوزراء وهو يستعيد ذكرى وحدة الوطن (إننا نعيش في ظل وحدة وطنية أصبحت ولله الحمد أنموذجا فريداً فيما تتسم به من تقدير ولحمة بين قادة هذه البلاد وشعبها الوفي).. إن هذا الأنموذج الفريد لوحدتنا يستوجب منا أولًا شكر الله على أن وحد أرضنا بعد شتات، وقلوبنا بعد تنافر، ومناطقنا بعد افتراق. إن أهم ثروات المملكة هو اعتزازها بدينها الإسلامي كونها بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، ثم هؤلاء المواطنين المخلصين الذين بنوا هذه البلاد تحت قيادة ملك أحبوه فبادلهم الحب بمثله، ثم الوحدة الوطنية التي قامت بعد طول شتات حتى توحّدت المملكة العربية السعودية، فضلاً عن اقتصاد المملكة الذي جعلها من دول ال 20 ، بفضل الله تعالى الذي وهب هذه البلاد خيراً كثيراً، سخرته قيادة هذه البلاد للبناء ورخاء المواطنين. المدير الأقليمي - شركة دار التمليك