تتعدد وتزداد استراحات التأجير اليومي في مدينة بريدة، وسط تباين في التجهيزات والخدمات والأسعار وغياب شبه تام لضوابط المراقبة النظامية. وخلال جولة ميدانية ل"الرياض" على عدد من الاستراحات اتضح غياب التنظيم لهذا النشاط فبعضها يقع في مخططات سكنية وتجاور منازل السكان، فيما تباينت تصاميمها الإنشائية الداخلية والخارجية وفقاً لاجتهادات أصحابها؛ فالبعض منها عبارة عن أسوار وملاحق منشأة من "الصفيح"، وتم رصد تباين في أسعار تأجير هذه الاستراحات، فالأسعار يتحكم بها صاحب الاستراحة فقط دون ضوابط رسمية فهي تتقلب ارتفاعاً وانخفاضاً على مدار العام، فمثلاً استراحة تؤجر هذه الأيام ب500 ريال، بينما وصلت أسعار تأجيرها أيام الأعياد الماضية إلى 5000 ريال، فيما تسيطر العمالة الأجنبيه على إدارة الاستراحات بشكل واضح وتحتل آلآف اللوحات الدعائية لهذه الاستراحات شوارع وطرق بريدة. ويؤكد "سعودالعنزي" على أهمية سرعة إخضاع هذا النشاط التجاري الاجتماعي للتنظيم والضوابط والمتابعة والمراقبة الرسمية، مفيداً أنه يظهر حالياً عدم وجود رقابة أمنية أو تنظيمية من قبل أمانة القصيم أو الدفاع المدني "السلامة الوقائية"، مقترحاً أن يكون للاستراحات رخص لمزاولة نشاطها أسوة بقاعات وقصور الأفراح وبمشاركة الجهات المعنية أسوة ببقية الأنشطة التجارية الأخرى. الرائد إبراهيم أبالخيل وطالب استاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة والإرهاب والمستشار الأمني "د.يوسف الرميح" الجهات الأمنية سرعة التدخل في معالجة أوضاع الاستراحات الحالية، مؤكداً أن الاستراحات في أوضاعها الحالية قد تكون مساعداً ومغذياً للجريمة؛ كالمخدرات وغيرها، ومصدرقلق وصداع للجميع أسراً ومؤسسات مجتمع وجهات أمنية، مطالباً بوضع إستراتيجية عملية وبسيطة للتعامل مع هذه الاستراحات بعيداً عن العشوائية التي أضرتنا كثيراً في التعامل مع الكثير من القضايا، مبيناً أنه لا يوجد نظام مطبق ينظم عملية الاستراحات سواءً في البناء أوالتأجير أوالتمليك أوالاستخدام متسائلاً أين الرقابة البلدية على هذه الاستراحات؟ وأين دور الدفاع المدني في مجال السلامة لرواد هذه الاستراحات؟ وهل يجب الانتظار ليموت شخص لنعرف أن هناك خطأ ما يجب تداركه. ويؤكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة القصيم "الرائد إبراهيم أبالخيل" أن الاستراحات المعدة للتأجير اليومي تظل هاجساً كبيراً لدى الجهات الأمنية، فبالإضافة إلى النواحي الأمنية التي تتولاها الجهات المختصة إلا أنها تمثل أيضاً هاجساً للدفاع المدني فيما يتعلق بالسلامة، مبيناً سعي الدفاع المدني لإخضاع تلك الاستراحات للإشراف الوقائي بتطبيق اللوائح والتعليمات التي تنظم مثل هذه الأنشطة، مضيفاً أنه تم تطبيق اللوائح على العديد من الاستراحات المعدة للتأجير اليومي، مشيراً إلى أن مخاطر هذه الاستراحات من وجهة نظر الدفاع المدني تكمن في المسابح غير النظامية، وعدم وجود مخارج للطوارئ يمكن استخدامها في حالة حوادث الحريق وعدم وجود متطلبات مكافحة الحريق كمطفيات الحريق وكواشف الدخان. وقدم "الرائد أبالخيل" حلاً للقضاء على مشاكل الاستراحات بأن تتولى جهة معينة كجهاز السياحة والآثار متابعة هذه الاستراحات وعدم السماح بتشغيلها إلا بعد الحصول على التصاريح اللازمة من جميع الجهات ذات العلاقة، وإغلاق الاستراحة التي لا تلتزم بالمتطلبات المطلوبة، وأن يتم معاملتها معاملة الفنادق والشقق المفروشة. ويشير الناطق الإعلامي لشرطة منطقة القصيم "المقدم فهد الهبدان" أن شرطة المنطقة تقوم بدور رئيس وفعال في مراقبة ومتابعة الاستراحات والشاليهات المنتشرة في مدن ومحافظات المنطقة، من خلال آلية تضمن بعد توفيق الله السيطرة على الاستراحات العشوائية، والتي تعد أرضاً خصبة للجريمة، إلاّ أنّ دور الشرطة الفعال والمتابعة الدقيقة من الجهات المسؤولة في الشرطة سيطر على الاستراحات، من خلال حصر جميع الاستراحات في المنطقة ومتابعة إي نشاط مشبوه فيها، مما مكن من فرض السيطرة عليها، إضافة إلى الدور المميز من عمد الأحياء في المنطقة ومتابعتهم للحدود الإدارية، وبشكل عام وفقنا بمنع أي ظواهر سلبية تنشأ من الاستراحات في المنطقة خلال الفترة الماضية مما يدل على نجاح خطط شرطة المنطقة.