معظم الاستراحات عبارة عن ملاحق داخل سور وفي أحسن الأحوال فلة دورين إلا ماندر. وبعد قضاء وقت فيها لاتشعر براحة أو متعة، بل مجرد انتقال من سكن إلى آخر أقل مستوى. لذا تمل منها بعد فترة ثم تهملها أو تتخلص منها لعدم وجود مايدعو لزيارتها. ولأن غالبية المساكن مصممة على شكل قلاع خرسانية تبعث على الضجر مما أوجد الحاجة للاستراحات. وأدى إلى انتشارها في المدن والقرى. لأن هذه المساكن لم تراع الاحتياجات النفسية لسكانها، لعدم اخذ ذلك في الاعتبار أثناء التصميم ليكون المسكن مريحاً للنفس لايحتاج ساكنة لاستراحة معه. وقد يكون الحل بدمج تصميم المسكن والاستراحة معاً. ولتحقق الاستراحة الغرض منها يجب أن توفر مكاناً يختلف عن المسكن، يجمع مزايا التخييم في الصحراء والعيش في الريف، حيث الانفتاح على الطبيعة والحياة البسيطة التي تشعرك بالراحة والهدوء. لذا يكون تصميمها مستوحى من الصحراء والقرى ويمثل بيئتها، مع الاحتفاظ برفاهية المسكن. وفي أبسط تصميم لها تكون عبارة عن صالة واجهاتها زجاجية مفتوحة على الخارج للتمتع بالطبيعية حولها من أشجار برية مزروعة فيها ورمل وصخور منسقة لتبدو كلوحة من الصحراء. ومن الداخل تغطي الجدران والسقف لتأخذ شكل الخيمة، أو على الشكل التراثي بالطين والجص. ومن الخارج نفس الطراز، مع التظليل فوق الواجهات الزجاجية، بالأثل والجريد مثلاً. يستعمل أثاث يناسب طابعها مع العزل الحراري والزجاج المزدوج. أهم من ذلك اختيار الموقع بعيداً عن صخب المدينة. ومن أجمل المواقع، التي لم تستغل بعد، الشريط المطل على الأودية حيث المنظر الرائع للصحراء من الأعلى. وللاستفادة من هذه المواقع تكون الاستراحات مفتوحة على الوادي بدون سور يحجبها عنه، بحيث لايفصل واجهة صالة الجلوس عن الوادي سوى جلسة خارجية بدون جدران أو دربزين، مع عمل حاجز، من الضخور، للسلامة على منسوب أقل. تأخذ الاستراحات لون الوادي لتبدو كجزء منه ولاتشوه منظره. وإذا احتوت صالتها على مسبح بشكل ينبوع أو عين ماء، ومن الجهة الأخرى المنظر العلوي للوادي وأمامك حديقة الاستراحة على هيئة الربيع في الصحراء فإنك لن تفضل عليها شاليه على البحر. لذلك فإن تخصيص بعض الأودية ذات الإطلالة الجميلة لهذا الغرض يسهم في تنشيط سياحة الصحراء.