يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آيات التنزيل ( وإذ قال إبراهيم ربِ أجعل هذا بلداً آمناً وأرزق أهله من الثمرات ) في كل عام ومع بزوغ فجر الأول للميزان الثالث والعشرين من شهر سبتمبر تطل علينا ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا اليوم التاريخي المجيد الذي تمت فيه أعظم وحدة إنسانية في العصر الحديث حيث تم جمع شمل هذه الأمة وتوحدت أركانها تحت راية التوحيد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ففي التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من السنة 1351ه أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه توحيد هذه البلاد الطاهرة تحت مسمى "المملكة العربية السعودية" بعد أن أرسى قواعد البنيان وأسس دعائم دولة فتية تنشد السلام والخير والاستقرار والنماء باحثة عن العلم والتطور والرقي وذلك بفضل الله ثم بما يتمتع به الملك المؤسس رحمه الله من حكمة وحنكة ورؤيا واضحة . إن الاحتفال باليوم الوطني مناسبة عزيزة على كل مواطن سعودي ومحفورة في ذاكرته ووجدانه خاصة وهو يرى ما تحقق للوطن الغالي من نهضة عمرانية وإنجازات حضارية في مختلف المجالات الاقتصادية العلمية والصحية والاجتماعية والصناعية والعسكرية، ومن خلال تواصل مسيرة البناء والتنمية بتتابع قيادة أبناء الملك المؤسس من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله حيث استمرت على منهج المؤسس مما نتج عنه تحسين مستوى المعيشة للمواطن ورفاهيته وتعزيز دور المملكة العربية السعودية الاقتصادي والسياسي في المنظومتين الإقليمية والدولية . وقد بلغ العطاء ذروته عند تسلم القيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حيث واصل على نهج والده المؤسس وإخوانه البررة رحمهم الله الاهتمام بالحرمين الشريفين حيث تم تنفيذ أكبر توسعة في التاريخ فيهما بما يتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ممايساعدهم على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة ، كما استمرت أعمال الإصلاح والتطوير الإقتصادي حتى أصبحت المملكة العربية السعودية واحدة من أهم اقتصاديات العالم فنجد انتشار المدن الصناعية في جميع مناطق المملكة بما يحقق التنمية المتوازنة ومنها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الإقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة والمركز المالي بالرياض ومدينة وعد الشمال في الحدود الشمالية . إضافة إلى التركيز على نشر العلم والتعليم والاهتمام بالعلوم والآداب والثقافة وتشجيع البحث العلمي من خلال الابتعاث الخارجي وزيادة عدد الجامعات وتنوع كلياتها وقد توجت بأحدث الجامعات جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي تعنى بالأبحاث ويعمل بها علماء في جميع المجالات منافسةً بذلك أشهر الجامعات العالمية كما نرى مجهودات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع ومشروع تطوير المناهج التعليمية . لقد شهدت المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نهضة صحية كبرى حيث تم إنشاء المدن الطبية والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية وجلب أحدث الأجهزة الطبية واستخدام التقنيات الحديثة مثل الأقمار الصناعية لغرض الإطلاع المعرفي وسرعة الاستعانة بالخبرات والآراء الطبية المتخصصة . إن مسيرة التنمية في تقدم مستمر مع ما ينعم به الوطن من نعمة الأمن والأمان بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة وأبناء الوطن المخلصين ومن خلال تطوير وتحديث جميع القطاعات العسكرية بما يحفظ أمنه وحدودها من أي اعتداء ويردع كل من تسول له نفسه المساس بأرض الوطن أو تعطيل مسيرته التنموية، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لهذا الوطن دينه وأمنه ورخاءه وأن يحفظ قيادته الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع . وما الاحتفال باليوم الوطني إلا تجسيد للمحبة والولاء والوفاء لهذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة كما أنها مناسبة عزيزة نتذكر فيها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه - ونعيش أفراح الوحدة والإنجاز التاريخي ونسأل الله أن يحفظ لهذا الوطن أمنه وقيادته الحكيمة ويمدها بعون من عنده إنه على ما يشاء قدير . * الشؤون الفنية بالحرس الوطني بالقطاع الغربي