تعتبر ذكرى اليوم الوطني محطة نتوقف عندها في كل عام لنتذكر مرحلة التأسيس والبناء لهذا الكيان ونستشعر التحول الكبير الذي شهدته بلادنا على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي جمع الشتات ووحد الصفات وقضى على الخلافات وأزال النعرات القبلية ليجعل لنا وطنا واحدا وكيانا واحدا وكلمة واحدة تحت راية تحمل شهادة التوحيد لا إله الا الله محمد رسول الله، كما رسم لنا منهجا واضحا وحدد لنا رؤية واضحة تسير عليها هذه البلاد منذ تأسيسها وإلى وقتنا الحاضر وقد اتضح لنا في وقتنا الحاضر ومع التطور الذي تشهده البلاد في كافة المجالات المكانة العربية والعالمية التي تحظى بها المملكة ومدى متانة هذه القاعدة لهذا الكيان العظيم ويعود ذلك إلى الرؤية البعيدة والمستقبلية للمؤسس الباني الملك عبد العزيز. يقول الشاعر بدر الحويفي عبدالعزيز اللي بنى المجد وارساه وثبت على متن البسيطة كراسيه بالسيف والتوحيد والرأي والجاه كون وطن باحكام الإسلام حاميه زاح الظلام ونور الاسلام جلاه وقضى على الفوضى بحكمه وتوجيه يا لله عسي الجنة مقره ومثواه عبدالعزيز اللي بنا المجد بيديه كون وطن جادن بالأرزاق صحراه غير العمار اللي تباها مبانيه إن ذكرى اليوم الوطني تتجاوز التاريخ الرمزي الذي تدل عليه الذكرى وهو الأول من الميزان أو الثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام إلى عدة مضامين يحملها هذا التاريخ ولعل أهمها الوحدة الوطنية التي أقل ما يقال عنها إنها أهم إنجازات المؤسس وأهم معطيات التأسيس وأهم مكتسبات الوطن فهي أهم وأكبر وأمتن وحدة يشهدها القرن العشرين الماضي وعلينا جميعا في هذا اليوم أن نتذكر الجهود الكبيرة التي بذلها المؤسس لتحقيق هذه الوحدة ونتذكر دائما أن علينا أن نحافظ عليها لأن فيها قوتنا واستقرارنا وعزتنا وقد لايدرك المواطن ماهو فيه من نعمة الامن والأمان واستقرار الأوضاع ووجود اللحمة الوطنية في هذه البلاد المترامية الاطراف الا بعد ان يشاهد او يسافر الى الدول التي تشهد اضطرابات على مدار الساعة . وفي ذكرى اليوم الوطني علينا أن ندرك أن اليوم الوطني ليس شعارات أو عبارات أو احتفالات وإنما هو ترجمة للمواطنة الصادقة التي تتجسد في الإيمان بالقيم الوطنية التي يجب أن تنعكس على ممارساتنا في حياتنا اليومية في كل المجالات من حيث الحفاظ على مكتسبات الوطن والمساهمة مع رجال الأمن في حفظ أمنه واستقراره والدفاع عن حياضه والأهم من ذلك زرع تلك القيم والمبادئ في نفوس الاجيال القادمة واشعارهم بان هذا الوطن ملك لهم وان مكتسباته وامكاناته حق من حقوقهم. والمتتبع لسيرة الملك المؤسس لهذا الكيان العظيم يدرك انه شخصية فذة تمتلك قدرات ومؤهلات قيادية قل ان تتواجد في شخصية واحدة ومنها تدينه وتقاه لقد كان الملك من بداية حياته حتى نهايتها، مسلماً تقياً ورعاً، يتبع أوامر الشريعة. فهو من أسرة حاربت طوال قرنين من الزمان من أجل العقيدة السلفية الصحيحة، وإرشاد الناس، ومحاربة البدع والخرافات. ومع أنه لم ينل قسطاً وافراً من التعليم، في صباه وشبابه، لكن ذلك لم يمنعه من أن يقف على معاني آيات القرآن الكريم ويفهم الكثير من الكتب الدينية. وكان يخصص نصف ساعة في اليوم لقراءة القرآن وهذا ماجعله سليم الفطرة في شبابة وخلال فترة وحروبه لتوحيد البلاد وعادلا عندما حكم وكريما مع ابناء وطنه يقول الشاعر بندر بن سرور مايقدرون الجود سود الاطاريف مشاركة بيض النساء باللحافي يقدر عليه اللي حكم نجد بالسيف واودع مباغيض القبايل ولافي عبد العزيز اللي يبث المصاريف يجدع قناطير الذهب بالفيافي يمشي على دربه جموع مراديف نو تحدر ماه والجو صافي لقد اعطى الملك عبد العزيز دروسا في القيادة والشخصية العربية الاسلامية من خلال تعامله مع المتغيرات السياسية والاقتصادية لبلدان العالم من حوله واثبت ذلك من خلال تجنيبه البلاد الحروب العالمية والدخول في النزاعات الاقليمية كما انه لم يغفل مصلحة البلاد من حيث الاستقرار والاقتصاد لذا قرر استثمار ثروات البلاد رغم ما واجهه من صعاب كيف لا وذلك البطل يفكر في مرحلة البناء والتطوير وقد جعل المواطن محور هذه المرحلة فبدأ بالتعليم والتدريب وانشاء الجهات الحكومية وتنظيمها رغم حداثة استقرار الوطن ولكن كان سريع البديهة لما يمتلكه من قدرات في القيادة ساعدته رغم قلة الامكانات على وضع اللبنات الأولى لبناء الوطن وبعد ان ارسى دعائم البناء وضع سياسته ومسيرة البناء القادمة التي واصلها من بعده الابناء الافذاذ حتى وصلت الى ماوصلت اليه بلادنا من رقي وتطور ومكانة عالمية نسأل الله ان يحفظ بلادنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وان يديم عز وشموخ الوطن.