تحتفل المملكة العربية السعودية في الأول من الميزان من كل عام باليوم الوطني الذي يعود بنا إلى ملحمة تأسيس هذا الوطن المعطاء، الذي جعل من نشر الحب والسلام حول العالم منهجاً له، وحفظ الأمن والآمان من ثوابته، لتوفير أفضل سُبل الحياة الكريمة لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة. وقد وضع المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، نواة هذا الكيان وأسس لكل ما من شأنه أن يكفل للوطن والمواطن أمنه ورفاهيته، مهتماً ببناء فكر الإنسان، متخذاً من كتاب الله وسنة نبيه نهجاً له، واضعاً نصب عينيه أن يصبح الشعب السعودي مناراً للحب والسلام بين الأمم، وتابع أبناؤه البررة السير على هذا النهج حتى عهدنا الزاهر عهد الخير والعطاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله. حيث شملت اهتمامات الدوله أيدها الله شتى المجالات التي تكفل للمواطن استمرارية التطور والرقي في جوانب الحياة، فركزت على التعليم في جميع مراحلة وذلك بإنشاء المدارس والمعاهد والجامعات وفتح باب الابتعاث واستمرارية العمل على تطوير المناهج. كما أولت الدولة اهتماماً كبيراً بصحة الإنسان حيث وصل عدد المستشفيات الحكومية والأهلية بالمملكة إلى (408) مستشفيات بإجمالي أسرَّة يصل إلى (55932) سريرًا، تدعمها أكثر من (2300) مركزًا للرعاية الصحية الأولية، إلى جانب التوسع في إنشاء المدن الصحية الجديدة التي بلغ عددها حوالي (5) خمسة مدن على مستوى المملكة التي ستضيف ما يقارب (7000) سرير مرجعي، مع زيادة دعم القطاع الصحي الخاص، وإنشاء وتحديث المستشفيات الحالية، وتوسعة وتحسين المرافق الصحية القائمة، والمبادرات الرائدة في تطوير القوى العاملة الوطنية المتخصصة. ولم يقتصر اهتمام ولاة الأمر على التعليم والصحة فقط بل شمل الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من ضروريات الحياة، كل ذلك من أجل تمكين المواطن السعودي أن يواصل حمل رسالة المملكة الإنسانية في نشر الحب والسلام، وخدمة أخيه الإنسان أينما كان.. ومن هنا نجد أن المملكة العربية السعودية قد تبوأت مكانة مرموقة على المستوى المحلى والدولي، وذلك في الأعمال الإنسانية وإغاثة الشعوب المنكوبة، ومد يد العون لها، وما الدور الكبير والريادي لهيئة الهلال الأحمر السعودي وتبني المستشفيات الميدانية والبعثات الطبية السعودية حول العالم لخير دليل على ذلك، كما أن حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لا تتوانى في ستقبال وعلاج الحالات التي يستعصى علاجها في أوطانها، كفصل التوائم السياميين الذي اصبح سمة يحفظها التاريخ لسجل المملكة الحافل بالإنجازات والعطاءات، التي تعكس أيضاً التطور الكبير لخدمات الرعاية الصحية المقدمة من كافة القطاعات المختلفة وبإشراف وزارة الصحة. يشهد العالم أجمع تميز المملكة في خدمة ضيوف الرحمن وتقديم كافة متطلباتهم، وتوفير البنية التحتية في المشاعر المقدسة التي تضمن لهم آداء مناسكهم بيسر وسهوله، حيث تعدها القيادة والمواطن شرفاً لهم وواجباً عليهم. وعلى صعيد آخر تواصل المملكة العربية السعودية دورها الريادي في تأصيل الحب والسلام وإشاعة القيم الإنسانية النبيلة بين شعوب العالم أجمع، من خلال دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي شهدها العالم مؤخراً لحوار الأديان، وتلك الإنجازات تدعو كل مواطن للفخر والاعتزاز بالنهج الذي رسمته مملكتنا الحبيبة منذ عهد المؤسس طيب الله ثراه. ونحن إذ نهنئ أنفسنا بيومنا الوطني، نمد أيدينا مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإخوانه الكرام على الحب والنقاء والطهر والبناء، ونبتهل إلى المولى عز وجل أن يديم على وطننا أمنه وأمانه وإستقراره . * مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن