اليوم الوطنيَ.. عنوان سنوي دائم نستذكر فيه ملحمة وطنية نادرة قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.. ونقرأ فيها كل منجز لون ارجاء الوطن من اقصاه الى ادناه.. فالحب الحقيقي للوطن من الإيمان، ومن الدين، بل هو واجب على كل مواطن، لكن الحب الوطني الصادق حين يكون الحب قدوةً ومسؤوليّة، وحين يكون الحب عملاً وجديةً، وليس مجرد مناسبة شكلية.. اذاً فالمواطنة ترتكز على مصلحة المواطن طوال العام، وما يحصل عليه من حقوقه التي تجعل لليوم الوطني معنى حقيقيا يمكن الإحساس به.. إن كنا حقاً نحب الوطن فليكن تعبيرنا عن حبنا إيجابيا فنتذكر ونُذكر الناس، كل الناس والأجيال بعظمة شكر الله، ونتواصى بغرس حقيقة الحب للوطن وابنائه بالاحترام المتبادل بين الجميع.. اتساءل دائماً ألا يمكننا أن نستثمر هذه المناسبة لنُعلم الأجيال المقبلة كيف يكون الحب للوطن؟ فإن المواطنة الصادقة حب وتلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية.. والمواطنة الصادقة إقامة للإيمان والعدل والإحسان واحترام الإنسان.. المواطنة الصادقة مشاركة في خدمة المجتمع وتفاعل وبناء وإنجاز.. المواطنة الصادقة محافظة على مكتسبات وثروات الوطن.. المواطنة الصادقة دفاع عن الوطن والمواطن وحقوقه، ووقوفٌ كَيَدٍ واحدةٍ في وجه المخربين والمفسدين. إننا اليوم نؤكد ما يكرره وينادي به ولاة أمرنا أبناء الموحد رحمه: أن الحب الحقيقي للوطن قدوةٌ ومسؤوليّةٌ، وتفاعلٌ وجديةٌ، وليس مجردَ مناسبةٍ شكليةٍ، فلنكن عوناً لهم لبناء وطن شرفه الله بالحرمين الشريفين، حيث منبع رسالة التوحيد، ولكونه وطناً إسلامياً حضارياً نظيفاً تسوده العدل والحرية وإنصاف المظلوم.. ونحن بهذه المناسبة بحاجة ماسة لمبادرات عملية مبتكرة يفرح بها المواطن والمقيم. فقط نحتاج لدافع داخلي وشعور نفسي وطني للتذكير والتفكير بأننا يجب أن نستثمر هذه المناسبة بطريقة إيجابية وصحيحة، فمجرد الفكرة دلالة على الخير، والدال على الخير كفاعله، فهيا مثلاً نستثمر مناسبات الاحتفاء بهذا اليوم بالتأكيد على قضية تحتاجها كل الأوطان العربية هذه الأيام، خاصة في زمن ربيع الثورات وتغير الكثير من الزعامات، فمناسبة توحيد بلادنا مبني على دعامة عظيمة، وركيزة قويمة، ألا وهي: أن دستور هذه البلاد ينص على تحكيم كتاب الله وسنة رسوله، ولولا أن مؤسس هذه البلاد انطلق من هذا الأساس لما تمكن من التوحيد.. تعالوا نكن إيجابيين وفاعلين فنتواصى باستثمار هذه المناسبة بمبادرات ومقترحات مفيدة إيجابية ، استثمار هذه المناسبة بأفكار ومبادرات.. فبدلاً من التذمر والتشكي والسلبية فلنستثمر هذا الحدث بوضع منهجية متماسكة ومتكاملة لإحياء الروح الوطنية الشرعية في نفوس الأجيال. حفظ الله هذه البلاد ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان .... ويحفظ ملكنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله وسدد خطاهم الى مافيه الخير والصلاح.