قبل فترة قرأت في جريدة «الرياض» في صفحة «نجوم الأمس الرياضي» التي يعدها ويحررها الإعلامي المبدع فهد الدوس مقاولاً بعنوان (الحداوي أنموذجاً) للأستاذ عبدالله الصالح الرشيد وشمل في مقاله رفيق دربه المربي المرحوم عبدالرحمن صالح التونسي بجانب الأستاذ عباس حداوي ودورهم الريادي والقيادي والتربوي في المسيرة التعليمية وحرصهم على تربية النشء تربية صالحة ليكونوا مواطنين صالحين حاملين لواء المعرفة ورسالة قوية كلها إيمان وتقوى ومخافة من الله سبحانه وتعالى، لقد أعجبت إيما إعجاب بما تطرق إليه من ثناء يستحقونه وحمدت الله أن الدنيا لا زالت بخير وأن فيها من لا ينسى المعروف وحسن التوجيه والإرشاد والعمل المتقن ولا يضيع هذا مع من هم أمثال الأستاذ الرشيد الذي لا يزال يتذكر التونسي - والحداوي وسيرتهم العطرة رغم مرور أكثر من نصف قرن من الزمن من خلال مشاركته في الدورات الصيفية التي كانت تقام في ذلك الوقت بمدينة الطائف بقصر نجمة. لولا أنه رأى منهم طيبة وثناء وحسن تعامل ظل في الذاكرة طوال هذه السنين وقد أعادني هذا المقال سنين طويلة إلى ما كان يتمتع به جيل الأمس من الرواد والمسؤولين والمدرسين والمربين والموظفين والطلاب واللاعبين من العلاقات الطيبة والزمالة الصادقة التي كانت تربطهم ولا زالت في ذاكرتهم. وما تطرق إليه الأستاذ الرشيد عن الأستاذ عبدالرحمن التونسي (رحمه الله) والأستاذ عباس حداوي (أمد الله في عمره) قليل من كثير مما قدماه لأبناء هذا الوطن طيلة مسيرتهما التعليمية وفي شتى المجالات وبخاصة في مجال رعاية الشباب بوزارة المعارف قبل تأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب وظل الاثنان رمزين من رموزنا التي نفخر ونعتز بهما خلال مشاركتنا العربية والدولية وأود أن أشير إلى إنجازات أخرى لهؤلاء المخلصين المبدعين التي عرفتها عنهم بحكم عملي في الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة المعارف كمفتش أول تربية كشفية مدة لا تزيد على ربع قرن جهودهم المخلصة في مجال من المجالات الشبابية القوية المنتشرة في ربوع العالم (الحركة الكشفية وما وصلت إليه في المملكة العربية السعودية من تقدم وسرعة انتشار حتى وصلت إلى كل المدن والقرى والهجر والمدارس الابتدائية والمتوسطة - المعاهد العلمية والفنية والجامعات ولهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في الأمور الآتية: * صدور المرسوم الملكي الكريم رقم 22 وتاريخ 17/4/1381ه بإنشاء جمعية الكشافة العربية السعودية في عهد الملك سعود (رحمه الله). * تنظيم أول معسكر لخدمة حجاج بيت الله الحرام بمكة المكرمة عام 1382ه وشارك به أكثر من 176 كشافاً من مختلف مناطق المملكة في ذلك الوقت واستمرار هذه الخدمة المميزة إلى تاريخه فلهم الشكر والتقدير على ذلك. * تنظيم وإقامة التجمعات الكشفية لكشافة وجوالة البلاد العربية والإسلامية بمكة المكرمة عام 84- 86 - 88 - 90 - 92 - 1394ه خلال مواسم الحج والتي رعاها أصحاب الجلالة الملك فيصل والملك خالد والملك فهد (رحمهم الله) وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان (رحمه الله) والأمير مشعل بن عبدالعزيز والأمير فواز بن عبدالعزيز. * تنظيم أول دورة كشفية لإعداد قادة الكشافة بالمملكة تحت إشراف المكتب الكشفي العربي وبقيادة قائد التدريب الدولي الأستاذ جمال خشبة عام 1381ه. * الإشتراك في المعسكر الكشفي العربي الأول في الزبداني عام 1954م بسوريا والمعسكر الكشفي العربي الثاني عام 1956م في عهد جلالة الملك سعود (رحمه الله) وما تلاه من معسكرات كشفية عربية حتى الآن. * الإشتراك في المخيم الكشفي العالمي (الجامبودي) الذي أقيم في اليونان عام 1383ه وتم الإعتراف الدولي بجمعية الكشافة العربية السعودية. * انتخابهم أعضاء في اللجنة الكشفية العربي ومستشارين في لجان التكريم في المنظمة الكشفية العربية منذ عام 1961م. * جهودهم في تنظيم وعقد اجتماع اللجنة الكشفية العربية في مدينة الرياض عام 1386ه والعمل على تسهيل إجراءات الأعضاء في الحصول على التأشيرات الخاصة بالدخول وتنظيم لقاء أعضاء اللجنة بجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) وكافة المسؤولين بوزارة المعارف في ذلك الوقت. أمثال معالي الشيخ حسن عبدالله آل الشيخ ومعالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع وأعضاء مجلس الجمعية الأول. * متابعتهم مع الإدارة الهندسية في الوزارة لإقامة وإنشاء أكثر من ثلاثة وعشرين معسكراً كشفياً دائماً ومركز تدريب في جميع مناطق ومحافظات المملكة والتي تقدر تكاليف إنشائها بأكثر من ثلاثمائة مليون بكافة مرافقها وخدماتها وهي قائمة الآن وتخدم كافة الكشافة هذا ولا يتسع المجال لذكر ما قدموه وأنجزوه واكتفي بهذا القدر وأقدر من كرموهم على إنجازهم من الجهات الرسمية والمنظمات العربية الآتية: * المنظمة الكشفية العربية حيث منحتهم قلادة الكشاف العربي نظير جهودهم الموفقة في الحركة الكشفية. * مجلس التعاون لدول الخليج العربي بمنحهم قلادة رواد الحركة الكشفية على مستوى دول مجلس التعاون. * الرئاسة العامة لرعاية الشباب بمنحهم قلادة الرواد في المجال الرياضي. * جمعية الكشافة العربية السعودية بمنحهم قلادة رواد الكشافة في حفل التكريم السنوي. * تكريم الأستاذ عباس حداوي على المستوى الآسيوي في المجال الرياضي كما كرم على مستوى الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات بمنحه قلادة الاتحاد. وأخيرً أضم صوتي إلى ما نادى به الأستاذ عبدالله صالح الرشيد في تكريمهم بإطلاق اسمهم على إحدى المدارس تقديراً لجهودهم وتعريف الأجيال القادمة بالدور الذي كان يبذل من أجلهم من قبل هؤلاء الرجال الذين عاهدوا الله على الاخلاص والعطاء كما أطالب بإطلاق اسمهم على أحد مراكز التدريب الكشفية القائمة حالياً بمناطق المملكة تقديراً وعرفاناً لهم في المجال الكشفي فقد تعلمنا منهم أسلوب التعامل مع الآخرين والأسلوب الإداري المميز جزاهم الله خير الجزاء. * الأمين العام لرابطة رواد الحركة الكشفية - عضو اللجنة التنفيذية الكشفية بالاتحاد العربي سابقاً - رئيس نادي النصر (80 - 1381ه) عبدالرحمن التونسي (رحمه الله) وعباس حداوي في صورة تذكارية مع موظفي الإدارة العامة لرعاية الشباب 1386ه.. عباس حداوي (يسار) خلال افتتاحه اللقاء الكشفي الخامس بمكة المكرمة لعام 1420ه بجانبه الأمين العام محمد سعد الوهيبي ومحمد نور فارسي