الإسلام دين العدل.الإسلام دين العقل والمنطق.فما بال مسلمي اليوم بلا عدل ولا عقل ولا منطق. الله سبحانه وتعالى يقول: "وإذاعاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به". فيخرج علينا أحدهم ليقول: إن الأمريكيين يقتلون أبناءنا في العراق وأفغانستان، ولهذا يجوز قتل أبنائهم. لن أسألهم عن تتمة الآية الكريمة: "ولئن صبرتم لهو خير للصابرين" لأنهم ليسوا أهلاً لذلك، ونحن نرى كم يبتعدون عن الإسلام بما يروجون أنه منه وللأسف يقبله أنصاف المتعلمين. ولكني سأسألهم عن قوله تعالى: "فلا يُسرف في القتل" أي لا يقتص من غير القاتل ولايمثل في المقتول، وهذا نهي صريح لايقبل تأويلا. سأسألهم عن قول الله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى" بينما يردد كثير من الناس جُمَلا مهلكة، كقولهم إنهم يقتلون المسلمين ولهذا سنقتل الأمريكيين أو المسيحيين. الله سبحانه يقول ولا تزر ويقول الظالمون منا: بل تزر. هذا المنطق هو الذي جعل الآلاف يحتفلون بما حدث في 11 سبتمبر من دون أن يسألوا أنفسهم وماذا عن قول الله تعالى " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" فعلا إنهم لمسرفون وظالمون حتى وإن تسموا بالإسلام حتى وإن ادعوا الجهاد، حتى وإن صلوا وصاموا. بأي ذنب قُتل السفير الأمريكي في ليبيا. بأي ذنب قُتل الدبلوماسيون الأمريكيون. بأي ذنب قُتل آلاف الأبرياء من مسلمين ومسيحيين وغيرهم. إنه ذات الفكر المنحرف الذي يُجيّر جرائم البعث للطائفة العلوية ويتوعدهم رغم أنه أغلب المشتركين في جرائم البعث سنة. إنه ذات الذنب الذي يُحمل الطائفة الشيعية كلها وزر ملالي إيران أو جرائم بعض القادة، أو جرائم أفراد منهم. الحال في مصر وغيرها من البلاد الإسلامية ليس ببعيد من ذلك الذي جرى في ليبيا. فالإرهاب في البلاد الإسلامية كجبل الجليد، كل ماشاهدنا من إرهاب لايعدو الجزء الظاهر منه، أما 90% من جبل الإرهاب فيكمن تحت السطح في المحيط الإسلامي والبحيرات الإسلامية في البلدان الغربية. منبعه واحد الإسلام المحرّف، وجنوده أنفسهم المسلمون المنحرفون. وما لم نعترف أننا بمنهجيتنا الفكرية الخاطئة أفرزنا ذلك التيار فلن ينتهي لأنه لازال يجند الأطفال الذين نهيئهم له من حيث لا نعلم. في الختام لايفوتني أن أثني على خطيب الجمعة الذي امتدح المصطفى عليه الصلاة والسلام بما يستحق، ثم تحدث بعقلانية عن موضوع الفيلم القضية، وأمر بالعدل وحذر من الظلم. أرجو أن تكون منابر المساجد منابر لنشر الخير والعدل واليسر وليس النقيض ذلك كما اعتاد البعض.