على الرغم من أن معظم الرياضيين السعوديين نقاداً ومتابعين متشائمون حد الجزم بأن كرة القدم السعودية لن يعود وهجها قريباً وبأنها تحتاج إلى وقت طويل حتى تستعيد عافيتها ومن ثم سمعتها وصيتها السابق، إلا إنني اختلف معهم في إمكانية حدوث ذلك خلال سنوات قليلة نسبياً؛ وإن كان المتشائمون يركزون على أوضاع المنتخب وحالته المتردية؛ فإنني أرى الجهة الأخرى التي لا تقل أهمية إن لم تكن أهم؛ وهي الأندية السعودية والتي بيدها إعادة هيبة الكرة السعودية من خلال إعادة الثقة لنجومها بالمنافسة على البطولات الخارجية والفوز بها ولمَ لا؛ فالمنتخب الأسباني على سبيل المثال ومثله الألماني والإيطالي استمدوا قوتهم من قوة دوريهم وأنديته فيما تضعضع المنتخبان الفرنسي والهولندي مع انخفاض مستوى الدوري والأندية لديهم. وبما ان دوري أبطال اسيا للأندية الأبطال عاود ركضه وبمشاركة من ثلاثة أندية سعودية ستلعب اليوم بعد ان أنهى الاتفاق مباراة الذهاب في كأس الاتحاد الآسيوي أمس، ورغم الظروف الصعبة المصاحبة للمشاركة السعودية فالهلال يلعب خارج أرضه وسط ظروف جوية سيئة ولم يعتد عليها والاتحاد خسر خدمات مهاجمه فوزي كما توفي أخو قائده محمد نور فيما لن يشارك مع الأهلي نجماه فيكتور سيموس ومحمد مسعد؛ أقول وعلى الرغم من تلك الظروف فإنني أتمنى أن تبدأ مسيرة عودة الكرة السعودية إلى جادة الصواب من خلالها بعد أن يئسنا من المنتخب وكبواته؛ ولدي تفاؤل يصل حد اليقين بأن فوز ناد سعودي بالبطولة الآسيوية وهو الأقرب للحدوث سيكون المفتاح لتلك العودة. وتبقى مسألة دعم ممثلينا الهلال والاتحاد والأهلي والاتفاق الأهم من قبل الجماهير بكافة انتماءاتها وإن كان مثل ذلك بات أقرب للمستحيل للأسف بسبب التعصب الملموس إلا أن المهمة الأسمى تتطلب ذلك وعلى جماهير الأندية المشاركة تحديداً دعم فريقها وتشجيعه ورفع روحه المعنوية حتى آخر دقيقة من مباراة الإياب وأن لا تنظر لنتيجة مباراة الذهاب لأن مثل تلك البطولات تبقى مسألة حسمها وبنسبة 90 بالمائة مرتهنة لنتيجة مباراة الإياب وبالتالي على محبي أنديتهم الاستفادة من التجارب الماضية وتشرب النفس الطويل والصبر في سبيل تحقيق أمانيهم وغايتهم وهي البطولة الآسيوية. أما الجماهير الأخرى فإن جاء منها الدعم والتشجيع فخير وإن لم يحصل ذلك فعليها الصمت لأنه خير أيضاً. توقع في دوري أبطال آسيا تشارك ثلاثة أندية سعودية وعلى الرغم أن الأماني تختلف جذرياً عن التوقعات إلا أنني أتوقع كما هي أمنيتي بأن يفوز بكأسها ناد سعودي أما الناديان الآخران فأحدهما سيخرج من ربع النهائي والثاني سيلحق به في نصف النهائي.