«العقل السليم في الجسم السليم» جملة سمعناها وقرأناها منذ نعومة أظفارنا، ولكننا نادراً ما نعمل بها ونطبقها، وخاصة بالنسبة للفتيات والنساء بعامة، مع أن العلم والطب يثبت لنا يوماً بعد يوم، ويقدم لنا براهين جديدة على أن الرياضة جزء لا يتجزأ من علاج أمراض كثيرة أهمها السمنة والسكري والضغط العالي، وأخيراً ثبت أنها فعالة - الرياضة- ضد الأكسدة، أو ضد ذرات الأكسجين التي تدمر خلايا الجسم، وتقصر العمر، وهناك جملة ورثناها منذ عصر الإسلام الأول وهي " علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل " والأولاد هنا تشمل البنات وفقاً لأسلوب التغليب، ولكننا أيضا لم نعمل بهذه الجملة ولم نطبقها، بل تعالت الأصوات والاحتجاجات والنعت بكلمات جارحة تعتبر من قبيل القذف حين اشتركت فتاتان سعوديتان في اولمبياد لندن الأخير، وهناك من قال إنهما ليستا سعوديتين بل متجنستين، ومع الأسف فإن جميع مدارسنا سواء تلك التي للفتيان، أو الأخرى التي للفتيات ليس فيها مادة الرياضة البدنية، بل ليس فيها أماكن أو مضامير يمكن أن تمارس فيها الرياضة، بما في ذلك المشي الذي لا يتطلب من المرأة أن تتخلى عن حجابها أو عن عباءتها، وقد عقد أخيراً في الرياض مؤتمر لأنماط الحياة الصحية والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط، وقد طالب المؤتمر بأن تسند مراكز إعادة التأهيل والتعليم للذكور والإناث إلى معايير منظمة الصحة العالمية " المدارس المعززة للصحة " خاصة التثقيف البدني، على أن تكون الأولوية في الحصول على غذاء صحي في النظام التعليمي بقدر أهمية القراء والكتابة، مع ضرورة اشتمال رخص تخطيط المدن للأحياء الجديدة على مضامير للمشي، وقيادة الدراجات الهوائية، وأماكن للتجمعات الاجتماعية، ومناطق آمنة لمزاولة الأنشطة البدنية للنساء وكبار السن والأطفال، ولكي نطبق هذه التوصية لا بد من تعاون وزارات ثلاث هي الصحة والتربية والتعليم والبلديات، فهل يتم هذا التعاون، وتتحقق التوصية التي طالب بها المؤتمر ؟