أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر الأمانة العامة في جدة، أن الجهود التي بذلت خلال الأيام القلائل الماضية أسفرت عن نجاح الأمانة العامة في أن يحتل موضوع الفيلم "البذيء" والمسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، أقصى أولوية على جدول أعمال الاجتماع السنوي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في نيويورك الأسبوع المقبل. وأكد الأمين العام في المؤتمر الصحفي الذي خصصه لتوضيح موقف منظمة التعاون الإسلامي من الفيلم المسيء والإجراءات التي تم اتخاذها والخطوات المستقبلية، أن الاجتماع الوزاري في نيويورك سوف يناقش جميع المبادرات للوصول إلى خطة عمل لمعالجة الموجة المتصاعدة لأعمال التحريض ضد المسلمين، مع إشارة خاصة إلى الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأوضح إحسان أوغلى أنه منذ خروج الفيلم الشنيع بدأت تحركات دبلوماسية موسعة، حيث أجرى اتصالات رفيعة المستوى سعيا لتوفير رد دولي موحد، مشيرا إلى أنه وجه رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وتم الاتصال كذلك بالدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، وكاثرين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وذلك استكشافا للسبل والطرق التي تضمن الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأعمال التي تهدف إلى التحريض وما ينتج عنها من أعمال عنف. وقال "على مستوى الدول الأعضاء، اتصلت بنا بعضها مقترحة بضع مبادرات"، لكنه حث جميع الدول الأعضاء ال 57 أن تتحدث بصوت قوي موحد بشأن هذا الأمر البالغ الأهمية لمنظمة التعاون الإسلامي. وكان الأمين العام قد ابتدر المؤتمر الصحافي صباح اليوم بتجديد إدانة منظمة التعاون الإسلامي لهذا الفيلم بأشد العبارات الممكنة، وكذلك إدانة بشدة القتل المأساوي للسفير كريستوفر ستيفن إلى جانب ثلاثة من مسئولي القنصلية الأمريكية في بنغازي. وأضاف أن اللجوء إلى العنف يؤدي إلى خسائر في الأرواح ولا يمكن التساهل معه على أي أساس. وزاد إحسان أوغلى أنه من الواضح أن العنف قد تولد من المشاعر التي أثارها الفيلم الذي جرح المشاعر الدينية للمسلمين في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الأحداث التي وقعت في بنغازي والقاهرة والخرطوم وأماكن أخرى، كشفت بجلاء الإفرازات الخطيرة لإساءة استخدام حرية التعبير التي دأبت منظمة التعاون الإسلامي على التحذير منها. ونادى بضبط النفس في أعقاب هذا العمل المتعمد للتحريض على الكراهية والعنف على أسس دينية. وشدد الأمين العام على أن منظمة التعاون الإسلامي سترمي بكامل ثقلها السياسي لوضع حد لهذه الأعمال الشنيعة، إذ "لا تجرح هذه الأعمال المشاعر الدينية للمسلمين فحسب، إنما تظل تهدد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم".