سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما لامتصاص أثر المظاهرات العنيفة ضد سفارات بلاده في بعض الدول العربية ردا على الفيلم المسيء للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وأجرى أوباما اتصالات هاتفية بالدبلوماسيين في السودان وتونس وليبيا ومصر لطمأنتهم، ودعاهم إلى مواصلة عملهم بصورة معتادة. وقال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست "أوباما هاتف البعثات الأميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع ليؤكد لهم أنه كان يفكر في شأنهم، وأن سلامتهم لا تزال على رأس الأولويات". إلى ذلك استأنفت السفارة الأميركية في القاهرة جميع خدمات التأشيرات أمس، وكانت السفيرة آن باترسون وطاقمها قد عاودوا العمل بشكل اعتيادي الأحد الماضي بعد أن نجحت قوات الأمن في فض الاشتباكات وأعادت الهدوء للمناطق المحيطة بالسفارة. وعلى النقيض من ذلك أغلقت سفارة الولاياتالمتحدة بباكستان أبوابها وأبواب قنصلياتها في كراتشي ولاهور وبيشاور أمس أمام المراجعين نظرا للاحتجاجات التي تشهدها المدن الباكستانية ضد الفيلم المسيء. وقالت في بيان إنها ستستأنف العمل بعد مراجعة الإجراءات الأمنية. وفي الغضون تظاهر مئات المسلمين في تايلاند أمس أمام السفارة الأميركية ورددوا هتافات مناوئة، إلا أن المظاهرة اتخذت طابعا سلميا ولم تشهد أحداث عنف. وفي جدة قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى إن المجتمع الدولي بحاجة للقيام بعملٍ جاد موحد فيما يتصل بتنفيذ القانون الدولي الذي يحذر بوضوح من أي دعوة للكراهية الدينية تشكِّل تحريضاً على التمييز أو العدوان أو العنف، مشيراً إلى القرار 16/18 في تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي ينص على مكافحة التعصب والقولبة النمطية السلبية والتمييز والتحريض على العنف وممارسته ضد الناس بسبب دينهم أو معتقدهم. وأكد خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر المنظمة بجدة أن مادة الفيلم تدعو إلى الكراهية والعنصرية وتشكِّل تحريضا على التمييز والعنف، مشيراً إلى أن اجتماع وزراء المنظمة في نيويورك الأسبوع المقبل سوف يناقش جميع المبادرات للوصول إلى خطة عمل لمعالجة الموجة المتصاعدة لأعمال التحريض ضد المسلمين ونبيهم.