ما حدث ويحدث من المسلمين في كل مرة يُساء فيها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو إلى القرآن لايمكن أن نفسره بالغيرة الإسلامية ولا بردة الفعل المبررة. مالذي أدى إلى هذا الاستنتاج؟ رأينا الكثير من المقاطع التي خرجت علينا من أزلام البعث السوري تسب الله ونبيه، ولم نشهد مثل ردة الفعل التي شهدناها على فيلم يفتقر لأبجديات السينما. أليس السبب في الحالتين يستلزم ذات القدر من الغضب. بل إنه في الوضع السوري أسوأ لأن فيه سباً للذات الإلهية كما أن فيه قتلاً للمسلمين. يكاد يجزم الإنسان أن 90% أو أكثر ممن شاركوا بمظاهرات الغضب التي أسيء توجيهها لم يشاهدوا مقطعا واحدا من الفيلم بل كالعادة انطلقوا كالقطيع. من هنا يمكن أن نفهم أن الكره الذي يحمله أولئك الغاضبون في قلوبهم للآخرين هو الذي حركهم، وليس حب الإسلام ولا حب الرسول. نعم لقد زرعنا الكره في القلوب فصارت مهيأة للقتل والتفجير والحرق وكل هذا يمارس باسم الله، والله منه بريء. لا أحد يشك بفظاعة الجرم المتمثل بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكننا أيضا لا نشك بفظاعة الجرم الذي نتج عنه قتل أنفس بريئة بحجة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخطأ لايبرر الخطأ. للأسف في كل مرة يقترف مجموعة منا مثل تلك الجرائم نحاول أن نجد لها مخرجاً، إما بتبني نظرية المؤامرة أو باتهام أطراف وهمية بها بينما نغض الطرف عن المحرك الرئيس. إنه الكره الذي زرعه قوم باسم الإسلام، إنه الإرهاب الذي تبناه أقوام منا باسم الإسلام. كل ماحدث مخالف لأمر الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون)،"المائدة 8" والشنآن هو البغض، وإذا كان الله ينهى عباده عن عدم العدل بسبب كرههم لكفار قريش الذين قاتلوهم وأخرجوهم من ديارهم فما بالك بمن يعيش من أهل الكتاب بيننا. إن قتلهم ظلم ومخالفة لأمر الله. للمعلومية السفير الأمريكي في ليبيا أحب العالم العربي ويُجِل القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، ويستشهد في أقواله بآيات أحياناً. "ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"