تشتكي شركات الإنتاج الغنائي دائماً من تسريب أعمالها عبر الأستديوهات قبل صدورها، ومن ثم انتشارها في مواقع الإنترنت، بشكل مجاني، يكبدها خسائر مادية كبيرة. ولذلك اجتمعت هذه الشركات سابقاً ولا تزال مع مندوبين من وزارة الثقافة والإعلام والغرفة التجارية ومسؤولين من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لحل مشكلة التسريبات والقرصنة الإلكترونية. كانت هذه الاجتماعات المستمرة بمثابة الأمل الذي تتمنى شركات الإنتاج أن يثمر عن منع انتشار أعمالها بشكل غير شرعي قبل صدور الألبوم وحتى بعده، وأن يتم التشديد على سوق الكاسيت المحلي وحمايته من التزوير والنسخ. لكن الأمل لم يتحقق بعد ولا تزال الشركات الغنائية السعودية تعاني الأمرين جراء الخسائر الفادحة التي تتكبدها باستمرار بسبب عدم احترام حقوق المؤلف، سيما وأن السواد الأعظم من تعاقداتها مع الفنانين العرب الذين تعاني بلادهم أيضاً من سوق سوداء مزدهرة يصعب التحكم بتسريباتها. شركة "روتانا" وهي الأكبر عربياً عانت من مشكلة التسريبات كثيراً، وكان من آخرها تسريب أغنية "سحرني" لماجد المهندس والتي أربكت عملية إنتاج الألبوم وأصدر حينها المهندس بياناً ندد فيه بتسريب الأغنية من داخل الأستديو كما أعطى إنذاراً من تسريب أغان أخرى، وهو ما أعطى دليلاً صريحاً بعدم علاقته بالتسريب. يقول البعض إنه في كثير من الأحيان لا يكون من سرّب الأغنية إلا الفنان نفسه، والذي يبلغ حرصه على تلبية رغبة جمهوره في أن يسرب أغنياته قبل طرحها الرسمي ودون اهتمام بالخسائر التي يمكن أن تتكبدها الشركة المنتجة. مثلاً الفنان عبدالمجيد عبدالله قام بتسريب أغنية "لو يوم أحد" عبر الإعلان عنها في صفحته الشخصية في تويتر كجلسة عود، وهو ما أجبر الشركة على المسارعة في إصدار ألبوم خاص بعبدالمجيد يتضمن أربع أغنيات هي: "هات من الآخر"، "حلم"، "احكي بهمسك"، "لو يوم أحد". هذا مثال على أن المواجهة اليوم أصبحت بين الشركة المنتجة وبين الفنان نفسه، والذي يستفيد من الأغنية "مادياً" ثم لا يبالي بمجهودات شركة الإنتاج ويسرب أعماله كيفما اتفق دون احترام لها. إلا إذا كان العقد المبرم بينهما "مفتوح" ويتيح هذا التسريب، وهو أمر غير منطقي لو حصل!. يبقى السؤال: ما هو دور الشركة في ذلك؟ خاصة أنها لم تصدر بياناً في أغنية "سحرني" واكتفت بالبيان الذي أصدره ماجد المهندس، كما اكتفت بإصدار ألبوم بعد تسريب أغنية "لو يوم أحد"؟. فهل سيطول صبر شركات الإنتاج أم أننا سنشهد في الفترة المقبلة مواجهات بين هذه الشركات ونجومها؟. عبدالمجيد عبدالله