يصل الى دمشق اليوم الاخضر الابراهيمي الموفد الدولي والعربي الخاص الى سورية، حيث سيلتقي غداً الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد. وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحافيين في مقر الجامعة العربية ان الابراهيمي ابلغ المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة خلال اجتماعه بهم أمس أنه «سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الاسد الجمعة». واضاف ان الابراهيمي يعتزم مقابلة «المسؤوليين السوريين والاطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته». وأكد ان «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضاً قاطعاً لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي». وتابع العزاوي ان «العراق يسعى الى حل سلمي في الأزمة السورية كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة وسوف تنتقل تداعياتها الى الداخل العراقي لذلك نصر نحن على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر». وأكدت الجامعة العربية في بيان ان الابراهيمي عقد ايضا اجتماعا أمس مع أمينها العام نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سورية. وأكد البيان ان «الاجتماع جاء في اطار متابعة المشاورات لبلورة تصور لمهمة» الابراهيمي، من دون مزيد من التفاصيل. وكان الابراهيمي اكد الاثنين في بداية زيارته للقاهرة انه يدرك ان مهمته «صعبة جدا» مشددا على انه سيسعى الى بذل قصارى جهده من أجل حل سلمي يخدم الشعب السوري. ميدانياً، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف أمس في مدينة حلب، بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي، في وقت حصدت اعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد 44 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. كما تجددت الاشتباكات أمس في بعض احياء دمشق. ووقعت اشتباكات فجر الاربعاء قرب مطار حلب بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر المرصد السوري الذي اشار الى مقتل ثلاثة مواطنين سوريين من طائفة الأرمن اثر استهداف سيارة تقلهم على طريق المطار عند منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء. وذكر شخص قريب من أحد القتلى أن عدد القتلى اربعة، بالاضافة الى اكثر من 13 جريحاً. وكان الضحايا عائدين من يريفان في أرمينيا الى حلب. وقال المصدر لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي رافضا الكشف عن اسمه «الجهة التي اطلقت النار غير معروفة»، مشيرا الى ان خمس سيارات تعرضت للهجوم. وأضاف «البعض يقول ان الجهة المعتدية هي الجيش السوري الحر، لكننا لا نملك اثباتا على ذلك. علينا ان ننتظر لنرى»، مشككا في احتمال ان يطلق الجيش الحر النار على سيارات تمر في الطريق. وتابع ان «احد القتلى كان ترك زوجته وأولاده في أرمينيا، وكان يريد تفقد بعض الامور في حلب قبل العودة الى عائلته». في هذا الوقت، أفاد المرصد عن تعرض أحياء الفردوس (جنوب) وقاضي عسكر ومساكن هنانو والصاخور (شرق) في حلب للقصف من القوات النظامية. وقتل أمس ثلاثة مقاتلين معارضين وثلاثة مدنيين في اشتباكات وقصف في مدينة حلب. في دمشق حيث تقترب المعارك من حصن الرئيس السوري بشار الأسد، قتلت فتاة من حي القابون (جنوب) وأصيبت شقيقتها ونجل شقيقتها بجروح وذلك اثر اطلاق الرصاص عليهم من حاجز للقوات النظامية على مداخل الحي. وتعرض حي الحجر الأسود (جنوب) لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، بالاضافة الى قصف على أحياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم واطلاق نار. وتسببت هذه العمليات بمقتل ثلاثة مواطنين. وقتل صبي وطفلة وأصيب عشرات المدنيين في قصف على قرية اللطامنة في حماة (وسط) صباح الاربعاء. وتسبب قصف الجيش النظامي باندلاع حرائق في بضعة مبان وفي المخبز الرئيسي في قسطون في المحافظة نفسها. وفي بلدة حلفايا في ريف حماة، عثر على 13 جثة أمس، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة الثلاثاء الى عشرين. ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا ب»المجزرة»، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة انه حصل «اعدام ميداني» في حق هؤلاء. وقتل صباح الاربعاء 18 جنديا نظاميا على الاقل واصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب). وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة في المنطقة. وأسفرت اعمال العنف الثلاثاء عن 138 قتيلا هم 93 مدنيا و19 مسلحاً و26 جندياً في أنحاء البلاد، كما ذكرت المنظمة غير الحكومية.