سؤال يتبادر الى اذهاننا عند كل مناسبة ثقافية تقام في المملكة.. ما الذي تناله الحركة الثقافية في المملكة من هذه المناسبة.. الجميل أن هنالك احتفاء بثقافات العالم. . ومشاركات لعديد من الادباء والمثقفين الذين يأتون إالينا ليتحدثوا عن أنفسهم.. لا بأس في ذلك ولكن أغلبهم نعرفهم ونعرف كل شيء عنهم.. ولكن عندما نسأل أحد المشاركين في الفعاليات الأدبية التي تقام في المملكة عن الحركة الروائية في المملكة "كمثال" نجده لا يعرف إلا المعلومات العامة التي وصلتهم عن بعض المبدعين الذين حققوا بعض الجوائز وربما أخذوا معلومة عن الأديب وعنوان روايته الذي اقترن بالجائزة وأغلبهم لم يكلف نفسه عناء قراءة الرواية.. نحن طيبون.. نحتفي بكل ادباء العالم وننسى أنفسنا.. أقول ذلك في الوقت الذي يعقد فيه سوق عكاظ.. وأتساءل اين موقع الشعر في المملكة العربية السعودية في فعاليات السوق. المشكلة أن الثقافة في المملكة وتحديدا الأدب و بالذات الإبداع يغيب عن كثير من اللقاءات والمهرجانات التي تقام هنا.. القائمون على تلك الفعاليات يحرصون على التنوع الثقافي فيها بحيث تشمل الندوات والمحاضرات كل مجالات الثقافة والمعرفة.. وأنا أقول. . لدينا عدد كبير من الجامعات والمؤسسات الثقافية والعلمية.. لتحمل عن كاهل المهرجانات عبء تقديم الندوات النخبوية المتخصصة.. ولتكن المهرجانات وتحديدا سوق عكاظ إضافة إلى الملتقيات الأدبية التي تقيمها وزارة الثقافة والاعلام. . لتكن تلك للأدب وتحديدا للإبداع في المملكة.. صدقوني لدينا حركة أدبية تستحق الدراسة وإقامة المحافل والندوات حولها.. و سوق عكاظ فرصة لتسليط الضوء على الإبداع الشعري.. بدءا من الرواد ومنهم العواد وسرحان والفقي وابن ادريس مرورا بحركات التجديد وما تحفل به من اسماء عديدة منها الحميدين ومسافر والعلي والثبيتي والحربي والصيخان وغيرهم وانتهاءً بحركة الشعر الجديد وقصيدة النثر.. ياسادة يا كرام. . لدينا حركة شعرية جيدة. . ولدينا شعراء يستحق إبداعهم الدراسة والبحث. . ومشاركة شاعر أو شاعرين أو ثلاثة في مهرجان لا يعطي تصورا للحركة الشعرية في المملكة. . نحن نحتاج إلى لقاءات وندوات ومهرجانات عن الإبداع في المملكة ومن المفترض أن نلزم المشاركين من الأدباء العرب أن تكون مشاركتهم عن الحركة الثقافية في المملكة.. لأننا إذا لم نفعل ذلك فمن المستحيل أن نقام ندوة عن الأدب السعودي في أي مكان..ولا نضحك على أنفسنا بالندوات التي تقام على هامش معارض الكتب للتعريف بالأدب السعودي. . فمن يتحدث بتلك الندوات هو نحن ومن يحضرها نحن فقط.. وتجربة الجنادرية قبل عدة سنوات بتسليط الضوء على الرواية في المملكة كانت جيدة .. ليكن التوجه من القائمين على الفعاليات الثقافية بأن من يرغب المشاركة في ندوة أو مهرجان من خارج المملكة عليه أن يتناول الإبداع السعودي أو الحركة الادبية في المملكة بالدراسة والنقد.. و أغلب الإبداع للمبدعين في المملكة تلقفته دور النشر العربية في السنوات الاخيرة .. إذاً فالكتاب السعودي لم يعد بحكم النادر..والتقنية الحديثة سهلت أيضا وصول الكتاب والمعلومة.. فلا عذر.. أكرر واقول لدينا نشاط ثقافي جيد، ولكن يجب أن يتوجه للإبداع لأن ما ينشر من أعمال إبداعية سيطغى الرديء فيه على الجيد و تختفي أسماء كان من المفترض أن تحتل مكانا مرموقا ليس على مستوى الوطن العربي فقط بل على مستوى العالم.