منذ أيام انتهت الأيام الثقافية اليمنية، كانت البداية في مدينة الرياض ثم انتقلت فعاليات الأيام إلى الدمام وكان الختام في مدينة جدة، للأسف تزامنت تلك الفعاليات في الرياض مع مهرجان المسرح السعودي، وكان من المفترض أن يكون هنالك تنسيق في توقيت الفعاليات الثقافية. وبمتابعتي لفعاليات الأيام الثقافية سواء الأيام الثقافية السعودية التي أقيمت في العديد من الدول العربية والأجنبية، أو الأيام الثقافية للعديد من الدول التي تقام داخل المملكة وآخرها الأيام الثقافية اليمنية، يأتي النشاط الثقافي المنبري في الأخير، ففي الأيام اليمنية كان ضمن الوفد عدد من الشعراء وكتاب القصة والأدباء المرموقين في اليمن "من الجنسين"، هؤلاء الأدباء أقيمت لهم أمسيات شعرية وقصصية وقدم بعضهم محاضرات حول الأدب في اليمن، ولكن للأسف أمام عدد قد لا يتجاوز أصابع اليدين من الحضور، ونحن نتذكر، أن بعض الأمسيات القصصية والشعرية في الأيام الثقافية السعودية في مصر أيضاً أقيمت ولم يحضرها إلا بعض المسؤولين أو الموظفين مع غياب لافت للأدباء والمثقفين، بالمقابل رأينا ذلك الحضور الكبير لحفلات أحمد فتحي وأيوب طارش، هنا أرى أنه من الأفضل أن تقتصر الأيام الثقافية على المعارض الفنية، ومعرض للكتاب ، وعروض للفنون الشعبية إضافة إلى حفلات غنائية، وعروض مسرحية جيدة، ويستبعد النشاط المنبري الثقافي، بالمقابل تسعى وزارة الثقافة والإعلام إلى إقامة الملتقيات الثقافية مثل إقامة مهرجان للشعر أو مهرجان للقصة يستضاف به عدد من الأدباء من الوطن العربي لمدة لا تتجاوز الثلاثة أيام مع يوم الافتتاح، مع تفعيل المهرجانات القائمة حالياً مثل "سوق عكاظ"، من جانب آخر دعم المبدع السعودي وترشيحه للمشاركة في اللقاءات التي تهتم بالإبداع ، في كل دول العالم، مع تفعيل نادي القصة السعودي دون وصاية الأندية الأدبية ليحقق التواصل مع بقية أندية القصة في الوطن العربي، مع إقامة جمعية للأدباء السعوديين أسوة بجمعية المسرحيين والفنانين التشكيليين ليتمكنوا من الحضور والمشاركة في لقاءات اتحادات الكتاب العرب، كل ذلك يحقق الحضور للإبداع في المملكة، والعلاقات الفردية التي تتحقق للمبدعين تساعد على هذا الحضور، وهنا يجب أن أشيد بالزميل خالد اليوسف الذي حقق لنا مقابلة بعض المبدعين من اليمن الشقيق في مقر إقامتهم وخلال هذه المقابلة حصلنا على بعض إصداراتهم الإبداعية وقدمنا لهم ما لدينا، وتعرفنا كثيراً على الحركة الثقافية في اليمن، علاقة خالد اليوسف لم تكن بسبب الأيام الثقافية بل بسبب تواصله السابق مع العديد من المبدعين هناك..