يخضع الأحد المقبل ملف يعدّ من أهم الملفات سخونة وإثارة للجدل والمساءلة وهو "الملف الصحي" ذي المساس الأكبر بتنمية الإنسان حيث بغيابها لن يكون هناك تنمية. ويعوّل الكثير من المواطنين وأعضاء الشورى أن يكون هذا اللقاء فرصة لبث حزمة من تساؤلاتهم وأفكارهم وجدلهم المتكرر حول أداء وزارة الصحة ومناقشة هذا الأداء بدءاً برأس الهرم في وزارة الصحة الوزير الربيعة، حيث استدعاه المجلس عبر خطاب رفعه رئيس مجلس الشورى في وقت سابق إلى مقام خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء يطلب فيه حضور وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، لمناقشته بمواضيع تتعلق باختصاصاته. "الرياض" علمت من مصادرها أن لجنة الشؤون الصحية ستطرح على الوزير نحو أربعة اسئلة فقط وتترك الفرصة بعد ذلك لرئيس المجلس والأعضاء، وتدور اسئلتها حول تعثر تعيين خريجي المعاهد الصحية وملف التأمين الطبي وتردي الخدمات الصحية بشكل عام، إضافة إلى خطة الوزارة في تشغيل المدن الطبية الجديدة. تساؤلات الراحل «اللويحق» واستغاثة والد الطفل «الحناكي» تنتظر الحسم ومن المواضيع التي قد يتعرض لها النقاش مع الوزير الربيعة، العزوف عن العمل في المناطق والقرى الصغيرة والنائية و"الطرفية" واستقالة كثير من العاملين في تلك المناطق، إضافة إلى برامج الصحة الأخيرة مثل "إدارة الأسرة" و" الإحالة" ونقص الاستشاريين، ومشروع الحزام الصحي الذي بدأه الوزير السابق الدكتور حمد المانع الذي يهدف لإنشاء مستشفى تخصصي في كل منطقة وأوقفه الوزير الربيعة . ولن تخرج مناقشة المجلس للوزير الربيعة عن مشاكل محدودية عدد الأسرَّة في الكثير من المستشفيات وطول فترة المواعيد ونقص الأدوية، والأخطاء الطبية إضافة إلى قلة الكوادر الطبية، ومطالبات المواطنين بإنشاء مستشفيات كبرى في العديد من المناطق. خريجو المعاهد وتسربات«النائية» وخطة تشغيل المدن الطبية أبرز الملفات رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في الشورى سليمان الزايدي استبق حضور الوزير ونقل عبر مداخلته له تحت قبة المجلس قصة وفاة " بدر الحناكي" ابن الأربعة أعوام في يوم الاثنين العاشر من شهر جمادى الأولى الماضي إثر حادث دهس، وقد رفض عدد من المستشفيات والمراكز الصحية لحالته الخطيرة ولم يرحموا توسلات والدته المكلومة من مستشفى إلى آخر ومن مركز لثانٍ على أمل أن تجد الإسعافات اللازمة لتدارك حالته الصحية بعد أن تعذر مركز بعدم وجود طبيب وآخر صعوبة الحالة وثالث بحجة عدم وجود قسم للطوارئ..!. وفي التفاصيل المؤلمة لموت" ريان" حسب ما روى الزايدي : إن "ريان" ذا الأربع سنوات تعرض لحادث الدهس أمام منزل والده ومعه والدته التي حملت على الفور أبنها مع سائق العائلة وتوجهوا لأقرب المراكز الصحية الخاصة إلا أنه رفض استقباله بحجة أن المركز لا يستقبل مثل هذه الحالة ونصح احد الموظفين ذوي الطفل بالتوجه لمستشفى حكومي وتجاهل إسعافه، ضاربين بالأنظمة ولوائح وزارة الصحة عرض الحائط. «الشورى» يناقش مشروع نظام جباية الزكاة.. الاثنين وتابع الزايدي وتوجهت الأم المكلومة تحمل طفلها المغمى عليه والدماء تنزف وتنزف، وتوجه إلى مركز صحي آخر وعلى الفور قابلهم الطبيب وقال"لا نستطيع استقباله..!"، إلى أن مات " ريان" بين يدي والدته وفارق الدنيا. وفي مناقشات سابقة لأعضاء مجلس الشورى بحضور" الرياض" كان أداء الصحة محل جدل ونقاش ساخن وانتقادات شديدة، وفي بدايات الوزير الربيعة علق رئيس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ بقوله "نؤمل في وزير الصحة الجديد الذي بدأ أعماله مؤخراً خيراً ونرجو أن يكون في وجوده النفع للوطن والمواطن"، بينما طالب أعضاء بحضوره للمجلس لعرض برنامجه وخططه للنهوض بالخدمات الصحية وما يستلزم تحقيقه ليتمكن المجلس بعد ذلك من المتابعة والمحاسبة، ووصفوا ميزانية الوزارة بميزانية الأرقام الفلكية متسائلاً عن أوجه صرفها، متسائلين عن التفاوت الكبير في تكلفة علاج السرير الواحد من مستشفى إلى مستشفى ومنطقة وأخرى، وقال أعضاء إن الخدمات الصحية لا توازي الميزانية التي رفعتها الدولة خلال ثلاث سنوات إلى (70%) بل ازدادت سوءاً. واقترح أعضاء شورى الاستعانة بتقرير حديث لهيئة الرقابة والتحقيق حول قصور أداء وزارة الصحة من خلال جولاتها الميدانية على مرافق القطاع الصحي والخدمات الصحية والعلاجية المقدمة للمواطن. د.عبدالله الربيعة وانتقد أعضاء شورى الخدمات الصحية والعلاجية وقالوا "إن الصحة لا تستحق الدعم المادي والبشري عطفاً على انجازاتها المخيبة للآمال والتطلعات"، وفي مداخلة أيدها عدد منهم لعضو المجلس الراحل عامر اللويحق "رحمه الله" الذي وافته المنية في شهر رمضان الماضي، قالها إبان إعلان تعيين الدكتور الربيعة وزيراً للصحة وعبر حينها عن تفاؤله كمواطن وكأحد أعضاء مجلس الشورى في التغيرات الوزارية الأخيرة وقال " القطاع الصحي تم تسليمه بأمر ولي الأمر لرجل من أفذاذ رجال المملكة المميزين والمتميزين في مجاله كطبيب جراح عالمي اشتهر وأشهر اسم المملكة في مجال تخصصه ولاشك أن الجميع يعرف جهوده ونجاحاته حيث أصبحت أعماله وفريق عمله محط أنظار العالم". وأضاف اللويحق "رحمه الله" موجهاً حديثه لوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة من تحت قبة الشورى : نحن مع آمال المواطن فيك وكأني لسان المواطن ممثلاً في لجنة الشؤون الصحية في الشورى أن يطلب منكم أن تسألوا في بداية عملكم عن إمكانية إيجاد سرير في مستشفيات الرياض والمناطق الرئيسة بسهولة ودون عناء. سليمان الزايدي وأورد اللويحق "رحمه الله" عددا من التساؤلات التي طالب بإجابتها من قبل الوزير على ارض الواقع وقال "ما هي إمكانيات مدينة الملك فهد الطبية في الرياض..!" وهل صحيح انه لا يسمح بفتح ملف المواطن فيها إلا بأوامر من جهات عليا...! وماذا عن ما يشاع بأن مستشفى الرياض المركزي " الشميسي" يضع أسرّة في الممرات لعدم التوسع والتحديث وضعف الإمكانات..! وإلى متى ومواعيد الانتظار الطويلة في المستشفيات الكبيرة التي يحوّل عليها الناس من المناطق؟ وماذا عن صلاحيات المناطق في التعيين والمستشفيات المسماة تخصصية في المدن الرئيسية في المناطق النائية وهي ليست كذلك". ومضى اللويحق "رحمه الله" في عرض تساؤلاته وقال: إلى متى تستمر مشكلة نقص الأدوية في المستشفيات والمراكز الصحية في المحافظات والقرى رغم الاعتمادات المشجعة لقيمة الأدوية، وماذا عن صيانة سيارات الإسعاف في المناطق النائية حيث يضطر المواطنون إلى نقل مرضاهم بسياراتهم الخاصة..! وقال اللويحق والأهم هو أن يسأل الوزير عن الأطباء السعوديين المميزين والاستشاريين الفاعلين الذين بدأوا يتسربون من العمل الحكومي في المستشفيات إلى المراكز الطبية الأهلية لعدم وجود الحوافز المشجعة على البقاء. وطالب اللويحق وزير الصحة أن تستغني المناطق عن التحويل إلى الرياض في كثير من الأمراض وأن يسهل فتح ملف لأي مريض يراجع المستشفى الحكومي ويجد الطبيب والدواء. من ناحية أخرى يستمع مجلس الشورى يوم الاثنين المقبل لوجهة نظر لجنة الإدارة والموارد البشرية ، بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم تجاه معالجة حالات من يتم إيقافهم أو سجنهم من العسكريين أو الموظفين الخاضعين لأنظمة الخدمة المدنية بسبب قضايا الدين أو القضايا المرورية، كما يناقش تقرير لجنة الشؤون المالية ، بشأن مشروع نظام جباية الزكاة.