منذ ما يزيد على 46 عاما و" فارتسينو بارينتوس " البالغ من العمر 81 سنة يعيش حياة عزلة هادئة وحيدا على سفوح جبال منطقة "باتاغونيا" في " تشيلي" بالقرب من بحيرة "أوهينغس" والتي تعد من أكثر المناطق عزلة في العالم وأقلها سكاناً. هناك في تلك البقعة النائية أقام بارينتوس كوخين صغيرين من الخشب واحداً لسكنه، والآخر كمستودع للأطعمة والمؤنة التي يحتاجها. عن حالته يقول بارينتوس(لا أحتاج للمال كثيرا ولدي ما يكفي من الطعام و المؤن وتبدو الحياة أفضل عندما تعيشها وحدك وسأبقى هنا حتى أموت). ويعتمد "بارينتوس" في معيشته على تربية الأغنام والأبقار كمصدر رزق أساسي فهو يقتات من لحومها ويستفيد من بيعها وذلك عندما يذهب مرة واحدة كل سنتين في رحلة تستغرق يومين وهو على ظهر جواده ويسوق قطيعه من الماشية إلى بلدة "فييلا باتاغونيا" القريبة ليبيع مواشيه. في الحقيقة لم ينعزل "بارينتوس" كثيرا عن الحياة الاجتماعية والمدنية الحديثة، فعلى الرغم من أنه لم يشاهد التلفاز إلا مرة واحدة في حياته إلا أنه يتابع آخر المستجدات السياسية والرياضية في العالم من خلال مذياع عتيق يزين جدار كوخه ويمضي بقية يومه في قراءة بعض الجرائد القديمة التي تصل إليه مرتين في السنة. ويتابع الأيام والشهور من خلال روزنامة صنعها بنفسه. ويحصل بارينتوس على حاجته من الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسية التي منحته إياها الحكومة عندما ابرمت معه اتفاقا يتخلى بموجبه عن أسلحته الشخصية مقابل هذه الألواح. ويشتري العازب العجوز ما يحتاجه من الأطعمة والمؤن من القارب الوحيد الذي يزوره كل عشرة أيام ليمده بما يحتاج في منطقته النائية هذه. ويشتكي بارينتوس الآن من أن المكان الذي يؤيه لم يعد منعزلا كما كان في السابق . فمنذ بضع سنوات اقامت الحكومة التشيلية خطاً ملاحياً بحرياً يمر بالبحيرة تسلكه السفن خاصة السفن التي تنقل السياح وبدأت تتوافد بين فترة وأخرى على المكان لمشاهدة الجبال الجليدية والاستمتاع بطبيعة المنطقة الجميلة.