تم امس الجمعة توقيع اتفاق بين الجيش الاميركي والحكومة الافغانية ينص على نقل مسؤولية سجن باغرام شمال كابول من الاميركيين الى الافغان بحلول ستة اشهر. ويمثل نقل المسؤولية عن باغرام الذي يطلق عليه احيانا "غوانتاناموافغانستان"، احد الشروط التي وضعتها كابول لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية طويل الامد يجري التفاوض عليه حاليا بين البلدين. وقد طالب الرئيس الافغاني حميد كرزاي عدة مرات بتسليم السلطات الافغانية السيطرة على السجن قبل ان يوقع اي اتفاق بخصوص العلاقات الافغانية - الاميركية تمهيدا لانسحاب قوات حلف شمال الاطلسي المقاتلة في العام 2014. وانتقد ناشطون في مجال حقوق الانسان بانتظام هذا السجن قائلين انه لا يلبي المعايير الدولية فيما يتعرض بعض السجناء فيه لاعتقال تعسفي بدون محاكمة او توجيه التهم اليهم. والسجن الواقع في قاعدة باغرام العسكرية الواقعة شمال كابول، يضم مقاتلين متمردين اعتقلتهم القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للاطلسي والتي تتولى الولاياتالمتحدة قيادتها. وعاد سجن باغرام، الذي يعتبر في نظر العديد من الافغان رمزا للاحتلال الاميركي، الى واجهة الاحداث مؤخرا حين قام جنود اميركيون باحراق مصاحف فيه ما ادى الى موجة احتجاجات مناهضة لاميركا خلفت اكثر من 40 قتيلا وادت الى توتر اضافي في العلاقات بين القوات الدولية والافغانية. ويأتي الاعلان عن الاتفاق بعدما تحدث كرزاي والرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "الرئيس كرزاي اطلع الرئيس على الوضع الامني في افغانستان الذي هدأ منذ احداث الاسابيع الماضية". وبحث الرئيسان ايضا محادثات المصالحة مع حركة طالبان والعملية المقبلة لنقل المهام الامنية من قوات الاطلسي الى القوات الافغانية كما قال كارني. واضاف ان "الرئيسين لفتا الى التقدم الذي احرز لجهة ابرام الشراكة الاستراتيجية التي تعزز السيادة الافغانية مع التطرق في الوقت نفسه الى مسألة المتطلبات العملانية للعملية الانتقالية". وكان كرزاي اعطى في مطلع يناير الولاياتالمتحدة مهلة شهر لكي تسلم المسؤولية على السجن، ثم مددها لاحقا لكي تنتهي المهلة في 10 مارس. وقد بني السجن داخل قاعدة باغرام الاميركية بعد الاجتياح الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الذي ادى الى الاطاحة بنظام طالبان في نهاية 2001.