قال رئيس لجنة التعليم الأهلي في غرفة تجارة وصناعة الرياض إبراهيم السالم، إن المدارس الأهلية عقب صدور قرار خادم الحرمين الشريفين بزيادة رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية أخيراً ستدفع أكثر من صندوق الموارد البشرية «هدف» بواقع 1400 ريال، مضيفاً إن الآلية الجديدة للراتب ستكون كالآتي: (2500 ريال يدفعها «هدف»، و3900 ريال تدفعها المدرسة، تشمل 550 ريالاً للتأمينات الاجتماعية، و600 ريال بدل نقل، إضافة إلى 250 ريالاً نهاية خدمة». وأوضح السالم في حديث مع «الحياة» أن التعليم الأهلي سيكون له نصيب الأسد من نطاق وزارة العمل «الأخضر»، لافتاً إلى أن نسب السعودة في تعليم البنات تجاوزت 80 في المئة وأنها بلغت 30 في المئة في قطاع البنين. وأشار إلى أن لجنة التعليم الأهلي لم تتلق طلبات من أولياء أمور لإدراج الرياضة المدرسية للبنات ضمن النشاطات اللاصفية حتى الآن في المدارس، منوهاً إلى أن أي برنامج يقام في المدارس الأهلية لابد أن يسبقه موافقة رسمية من وزارة التربية والتعليم. ودحض السالم التهمة التي تقول بأن المدارس الأهلية تحابي الطلاب في الدرجات، مؤكداً أن هناك عيناً من وزارة التربية والتعليم تراقب ما بداخل المدرسة الأهلية. وفي ما يأتي نص الحديث: كيف ترون قرار زيادة رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية ووضع حد أدنى للرواتب؟ - هذا القرار أثلج صدورنا جميعاً، وهو ما كنا نتمناه منذ فترات طويلة، كونه يعالج مشكلة عانينا منها طويلاً وهي الاستقرار. فالتسرب إلى القطاع الحكومي والخاص أصبح كبيراً في السنوات الأخيرة، لذا فإن القرار يساعد على الاستفادة من خبرات المعلمين حال بقائهم في المدرسة. ما الآلية التي سيعمل عليها صندوق الموارد البشرية في دعم المدارس الأهلية عقب صدور القرار الملكي بزيادة الرواتب؟ - المرتب الجديد للمعلم والمعلمة في المدارس الأهلية يكون كالتالي: 2500 ريال يدفعها صندوق الموارد البشرية، و3900 ريال تدفعها المدرسة، تشمل 550 ريالاً للتأمينات الاجتماعية، و600 ريال بدل نقل، و250 ريالاً نهاية خدمة. وهذا يعني أن المدرسة تدفع أكثر من الصندوق، بزيادة تقدر ب 1400 ريال. ويجب ملاحظة أن المدرسة بعد خمس سنوات عند انتهاء دعم الصندوق تدفع 6400 ريال شهرياً من حسابها الخاص، إضافة إلى العلاوات السنوية. كم عدد المستفيدين من المعلمين والمعلمات الذين يشملهم القرار الملكي في المدارس الأهلية في المملكة الخاص بزيادة الرواتب؟ - القرار الملكي سيستفيد منه ما لا يقل عن 25 ألف معلم ومعلمة في الوقت الحاضر، ومن المتوقع أن يصل إلى 50 ألف معلم ومعلمة خلال الخمس السنوات المقبلة، وربما تزيد هذه النسبة لرغبة وزارة التربية والتعليم في التوسع في إنشاء رياض الأطفال، إضافة إلى ذلك الدعم الذي منحته الوزارة لأولياء الأمور بحيث أصبح يحق لمن أمضى عاماً في رياض الأطفال أن يلتحق بالصف الأول الابتدائي، إذ أصبحت المدة 180 يوماً بدلاً من 90 يوماً. يضع أولياء الأمور أيديهم على قلوبهم الآن خوفاً من رفع الرسوم الدراسية، بل أن بعض المدارس الأهلية بدأت بالفعل برفعها تزامناً مع قرار زيادة رواتب المعلمين والمعلمات، هل الحاجة استدعت ذلك؟ - أشكرك على طرح هذا السؤال المهم، إذ لابد أن ندرك ارتفاع كلفة التعليم، ووزارة التربية والتعليم والدولة مشكورة تنفق على الطالب سنوياً من 15 ألف إلى 90 ألف ريال، وذلك بحسب المنطقة التي يدرس بها خلال العام الدراسي. ويجب أن يدرك المواطن ماذا تنفق الدولة على تعليم أبنائه، ولو نظرت إلى رسوم المدارس فإنها تصل إلى 10 آلاف ريال، مع العلم أن المدارس الحكومية بحكم مرافقها تستوعب في الفصل 30 طالباً أو أكثر من ذلك بينما في المدرسة الأهلية لا تتجاوز 25 طالباً في الفصل. أيضاً يجب أن نعلم جميعاً أن على المستثمر واجباً شهرياً يتمثل في دفع رواتب المعلمين والمعلمات، وهذا ليس له فيه أي خيار، لذلك تجد كل مالك مدرسة يحسب موازنته، وهل ستتوافر لديه المبالغ قبل نهاية الشهر، كما أن الجميع يدرك التفاوت الذي يحدث في مسألة تسديد الرسوم من جهة أولياء الأمور، إذ تجد أحدهم يسدد الرسوم في منتصف العام وآخر في نهايته وآخر عند تسجيل ابنه. أعلنت وزارة العمل عن برنامج تحفيز المنشآت لتوطين الوظائف «نطاقات»، هل سيشمل هذا البرنامج مدارس التعليم الأهلي؟ - أؤكد أن التعليم الأهلي هو أكبر القطاعات سعودة، إذ تتراوح نسبة السعودة في أقسام البنات بين 80 في المئة و100 في المئة، وأعتقد أنه القطاع الوحيد الذي حقق أكبر نسبة سعودة. وتتراوح نسبة السعودة في قطاع البنين، من 25 إلى 30 في المئة بحسب المراحل التعليمية، لأنه وفي الغالب تكون نسبة السعوديين في المراحل الابتدائية والمتوسطة أكثر، بينما في المرحلة الثانوية تجد أن السعودة تقل نظراً للعجز لدينا في التخصصات العلمية (الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات)، إضافة إلى التربية الفنية والتربية البدنية والإنكليزية، وهو ما ينطبق أيضاً على المدارس الحكومية. لذا أعتقد أن التعليم الأهلي سيكون له نصيب الأسد في نطاقات وزارة العمل، علماً بأنها أوجدت هذه النطاقات لتشجيع المستثمرين على توطين الوظائف، الأمر الذي سيسهم في التدريب على رأس العمل، وتوطين الوظائف الإدارية، والفنية، وربما يأتي أيضاً موضوع «الخدمية» متى ما سمحت الظروف في ما يتعلق بموضوع المراقبة والمتابعة، ثم إن وزارة العمل مشكورة أعطت دعماً لمن يحقق النطاق «الأخضر» في هذا المجال، وأعطت فرصة المستثمر أن ينتقل من نطاق إلى نطاق آخر بحسب توافر الوظائف للسعوديين. في عام 1418ه صدرت تنظيمات المدارس العالمية، وفي تلك الفترة برزت هذه المدارس، واتجه بعض السعوديين للاستثمار فيها، هل أصبحت الآن نداً لكم، خصوصاً أنها بدأت في استقطاب السعوديين ولم تعد حكراً على الأجانب فقط؟ - هذه المدارس وجدت لأجل تحقيق رغبة المقيمين في المملكة، وعليها أن تختار منهجاً محدداً كالمنهج الأميركي، أو المنهج الإنكليزي، أو المنهج الفيليبيني، بعد اعتماده من وزارة التربية والتعليم والبلد الآخر الذي تطبق هذا المنهج، أما السعوديون الذين يدرسون بها فأغلبهم ممن من بدأ دراسته في الخارج مع والده، أو أنهم أبناء ل «ديبلوماسيين». وأنا أعتقد أنه ليس بيننا وبينهم تنافس في تقديم الخدمات التعليمية، لأن مناهج المملكة مميزة ومسايرة للتعليم العالمي، ودليل ذلك ما قامت به شركة تطوير، خصوصاً في منهج العلوم والرياضيات الذي بدأ تطبيق مشروعه في الصفين الثالث والرابع الابتدائي، أيضاً الكتب التي تم إصدارها هي في نفس الوقت محافظة على نظام التعليم في المملكة، كما أن الإنكليزية أصبحت تدرس من الصف الثالث والرابع الابتدائي. ونحن في التعليم الأهلي لا ننسى دعم خادم الحرمين الشريفين لشركة تطوير، التي بدأت بأربعة بلايين ريال، وأصبحت الآن تسعة بلايين لأجل تطوير التعليم والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى ومواكبة تطوير التعليم في البلدان العالمية الأخرى. في تصريح سابق قال وزير التربية السابق الدكتور عبدالله العبيد إن المدارس الأهلية إذا كانت نسخة مكررة من الحكومية فليس لها فائدة أكثر من تسهيل الوصول إليها لمن تبتعد المدرسة الحكومية عن بيته بضعة كيلومترات؟ - في الواقع أن ما ذكره الوزير السابق صحيح، وأوافقه تماماً، إذ لابد أن تتميز المدرسة الأهلية بتطبيق المنهج العام للدولة والأنشطة الأخرى اللامنهجية، إضافة إلى إدخال كل ما هو جديد في تقنية الحاسب، مع التوسع في تعليم اللغات، وإبراز شخصية الطالب، وإجراء التجارب، ورعاية الموهوبين في المدارس، وتأسيس برامج لرعايتهم، وتوفير النقل المميز. والمدرسة الأهلية من السهل عليها أن توجد مثل هذه الأنشطة بعد موافقة الوزارة على تطبيقها. نلاحظ تراجعاً في مستوى الطلاب والطالبات في المدارس الأهلية، من يحتمل ذلك المدرسة أم المنزل أم المنهج الدراسي أو المستثمر؟ - بحسب إحصاءات حديثة فإن طلاب التعليم الأهلي حققوا تميزاً في اختبار القدرات والقياس. وقبل أيام طالعتنا وسائل الإعلام بأن أغلب الطلاب المشاركين في مسابقة الكيمياء التي ستعقد الصيف الحالي في منطقة عسير هم من التعليم الأهلي. ولا ننسى ما حققه الطلاب في المسابقات الدولية في اليابان وكوريا وغيرهما من الدول التي أقامت مسابقات علمية. لا تزال الاتهامات توجه من المجتمع نحو التعليم الأهلي بأنه يحابي الطلاب في الدرجات؟ - هذه التهمة غير صحيحة إطلاقاً، ووزارة التربية والتعليم دقيقة في هذا الشأن، إذ إن هناك مشرفاً مدرسياً يأتي ويتحقق من شروط تطبيق الترخيص للتعليم الأهلي المتمثل في توفير البيئة التعليمية، وسلامة العاملين في هذه المدارس، وشهاداتهم، وتوجهاتهم، كما أن هناك مشرفاً لكل مادة يقوم بزيارة المدرسة في وقت الاختبارات، ويأخذ أسئلة المادة الأساسية، ويتأكد من أنها حققت الشروط الأساسية المطلوبة من حيث الشكل، وشموليتها للمنهج، ثم يقوم بجمع عينة من إجابات والدرجة التي يحصل عليها الطالب في الاختبار ويقارنها بأعمال السنة التي حصل عليها في العام الدراسي فهل هذه محاباة؟ أيضاً هناك مكاتب إشراف في كل منطقة تقوم بزيارات أخرى. كيف ترون قرار تعيين مدير المدرسة من وزارة التربية والتعليم؟ - معظم المدارس الأهلية بها مدير معين من جهة الوزارة وهذه نعمة للمدرسة، لأن المستثمر في التعليم يهمه في المقام الأول ضبط المدرسة، ويهمه ضبط متطلبات التعليم، وفي الوقت نفسه ولي الأمر يطمئن أن هناك عيناً من وزارة التربية والتعليم داخل المدرسة الأهلية يكون حيادياً. ونتمنى أن تعين الوزارة وكيلاً، ومرشداً طلابياً أيضاً في المدرسة حتى تتم عملية الضبط بشكل أكبر. هل هناك طلبات تلقيتموها من أولياء أمور لإدراج الرياضة المدرسية للبنات ضمن النشاطات اللاصفية؟ - أي برنامج يقام في المدارس الأهلية لا بد أن تسبقه موافقة رسمية من وزارة التربية والتعليم. ونحن في التعليم الأهلي لم نتلق طلبات لإدراج الرياضة المدرسية للبنات ضمن النشاطات اللاصفية حتى الآن. هناك من يقول إن هذا النوع من التعليم يتعارض مع مبادئ العملية التربوية والتعليمية؟ - هذا غير صحيح إطلاقاً، فالاستثمار في التعليم فيه أجر كبير من الله عز وجل، ولا أعتقد أن هناك أي تعارض بين التعليم والبحث عن الربح والمكسب. والجانب المهم هو البحث عن رضا الله في أي عمل يقوم به الإنسان، والتعليم الأهلي لا ننسى أنه وجد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهو ليس جديداً بل انه مدرج في النظام الأساسي للحكم والنظام الأساسي للتعليم في المملكة. كم عدد الطلاب والطالبات في التعليم الأهلي الآن؟ - الآن يوجد ما لا يقل عن نصف مليون طالب وطالبة في التعليم الأهلي منهم 281 ألف طالب. كم هي نسبة التعليم الأهلي في المملكة مقارنة بالتعليم الحكومي في الوقت الحاضر للبنين والبنات؟ - حالياً نسبة المقارنة 10 في المئة، وكان المأمول أن تصل إلى 25 في المئة بحسب خطة وزارتي التربية والتعليم والتخطيط في الوقت الحاضر. يفاجأ بعض المستثمرين برفض السكان في الأحياء إنشاء مدارس بسبب المضايقات؟ - جميع السكان يعلمون عند شرائهم الأراضي للبناء عليها أن هناك مدارس ستقام في الحي من خلال المرافق التعليمية والحدائق والمستوصفات. وحالياً وزارتا الشؤون البلدية والقروية والتربية والتعليم حددتا شروطاً لإنشاء المباني التعليمية وهي واضحة للجميع. كيف ترى استثمار السعوديات في التعليم الأهلي؟ - للأسف أنهن قلة، وأعتقد أن هذا هو المجال المناسب لهن، خصوصاً في مراحل رياض الأطفال والمعاهد الفنية والتقنية والتدبير المنزلي والخياطة.