يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه أحدى أهم المنعطفات الخطرة في سباق الرئاسة الأمريكية ضد نظيره من الحزب الجمهوري ميت رومني. ويوم الجمعة الماضي وبعد ساعات من قبول حزبه ترشيحه لفترة ثانية، كان تقرير الوظائف أحد أهم الملفات التي صعدت معه إلى المنصة في تظل تصاعد خيبات آمل الشعب الأمريكي. خلال اللقاء كانت وتيرة اللقاء واضحة على الرئيس الأمريكي في الوقت الذي كان الحضور أشد خيبة ما دفع الرئيس للتبرير والإسهاب في هذا الملف الذي ظل يشغل أذهان الكثير. ووسط هذه التبريرات كان أوباما حاضرا لتذكير الحضور بما حدث خلال العام الماضي بتأكيداته إلى أن الوضع يعود أدراجه للانتعاش. ولكن فيما يبدو أن ذلك غير كافٍ بالنسبة للناخبين ما يشكل منعطفاً خطيراً أمام الرئيس ومستشاريه بعد أن تبقى 59 يوما قبل توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. رغم تباطؤ الانتعاش الاقتصادي بالولايات المتحدةالأمريكية وارتفاع معدلات البطالة إلا أن التوقعات تشير إلى أن الوضع سيكون أسوأ مع نده الرئاسي ميت رومني. ولكن الموقف الأصعب في موقف أوباما وضع اعتماده في حملته الانتخابية على أن الديمقراطيين قد عكسوا التوقعات واستطاعوا تصحيح مسار السقوط الاقتصادي ما ساهم في إعادة الملايين من الناس إلى أعمالهم. رغم أن تقرير شهر أغسطس دل على تراجع طفيف في انخفاض نسبة البطالة إلا أن هذا الانخفاض وبنسبة كبيرة يعود إلى يأس مئات الآلاف من العمال في البحث عن عمل. الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال للتجمع الانتخابي في بورتسموث في نيوهامبشير»اليوم علمنا أنه بعد خسارة 800 ألف موظف لأعمالهم في الشهر حال تولي المنصب، أضاف القطاع الخاص خلق فرصاً وظيفية لمدة 30 شهراً «ومع ذلك فإن وتيرة الوظائف «ليست جيدة بما فيه الكفاية» في اعتراف صريح من الرئيس أوباما بواقع الحال. في ظل خطاب أوباما والأخبار الاقتصادية السيئة التي خلفها تقرير الوظائف واستمرار حالة البؤس وخاصة لمن يعانون من ضعف مؤهلاتهم الأكاديمية والعاطلين عن العمل على المدى الطويل، دفع ذلك استطلاعات الرأي الجمهوري والسياسيين على تفسير ذلك كدليل صريح على فشل سياسات أوباما الاقتصادية. بعد أن أكد ند الرئيس الأمريكي أوباما المرشح الرئاسي رومني على أن الرئيس الأمريكي لم ينجز أي تقدم خلال الثلاثة أعوام ونصف الماضية، حتى يدفع الشعب الأمريكي لكسب ثقته. في الوقت نفسه حمل مستشاري السيد أوباما الحزب الجمهوري ما حدث وكشفوا عن وقوفهم في طريق عدد كبير من الوظائف. وأضافوا أن المعارضة الجمهورية لمشروع قانون الوظائف الذي أعاقوا نموه. مؤكدين على مواصلة الرئيس أوباما لهذا المشروع مع آمال بقاء هاجس التخفيضات الضريبية والذي بدوره سيكون دافعاً جيداً للتحسن. فيما كان الرئيس أوباما قد قال في وقت سابق إن « كل ما عندي لهذا العرض هو نفس الوصفات التي كانت لديهم على مدى السنوات الماضية: مضيفا على أن التخفيضات الضريبية مهمة لتحسين الوضع في تشبيه صريح خلال كلمته على التخفيضات الضريبية تشبه إلى حد كبير القناة الهضمية ثم أردف «التخفيضات الضريبية ستساعد على خفض بعض الوزن الزائد، التخفيضات الضريبية لتحسين الحياة الزوجية». وعلى الرغم من استخدام بعض النكات لتصفية أجواء اللقاءات المحتدمة في السباق الرئاسي إلا أن الرئيس الأمريكي قلق بشكل واضح من ما آل إليه الحال في الوقت الراهن وضاعف جهوده لاستعادة كسب الثقة من أجل الفوز بفترة رئاسية أخرى ستكون أكثر حزماً حسب أقوال النقاد.