شطبت الولاياتالمتحدة الخميس الحزب الماوي الحاكم في النيبال من اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية التي أدرج عليها قبل عشر سنوات، حيث بات اليوم يقود حكومة تصريف اعمال. وقالت وزارة الخارجية الاميركية إن الحزب الشيوعي النيبالي (ماوي) الذي تخلى عن القتال في 2006 ليدخل الساحة السياسية، شطب عن اللائحة بعد حوالي عقد من الزمن على اعتباره هيئة ارهابية عالمية. وقتل 16 ألف شخص في "الحرب الشعبية" الدموية التي شنها الماويون بين 1996 و2006 ضد النظام الملكي القائم منذ قرون في البلاد وكان حكما مطلقا في احدى المراحل قبل ان ينتقل الثوار الى العمل السياسي ويصلون الى السلطة عبر فوز كاسح في الانتخابات بعد عامين. وقالت الخارجية الاميركية إنه "بعد مراجعة شاملة" تبين ان الحزب "لم يعد يمارس نشاطا ارهابيا يهدد أمن رعايا الولاياتالمتحدة او سياستها الخارجية". ويعني الشطب عن لائحة الارهاب ان الشركات والمنظمات الاميركية باتت قادرة على إجراء الاعمال مع الماويين فيها أزيل التجميد الاميركي لأي املاك او مصالح تابعة لهم. ورحب ماويو النيبال بالقرار الاميركي. وقال وزير الخارجية النيبالي نارايان كاجي شريسثا لفرانس برس إن "هذا القرار يفتح طرق التعاون بين الماويين والحكومة الاميركية. كما إنه يساهم في تعزيز علاقاتنا". واضاف ان الماويين لديهم "علاقات ود مع المسؤولين الاميركيين" منذ وصولهم الى الحكم عام 2008 لكن وضع الثورة الشيوعية السابقة على "لائحة الارهاب أنشأ مناخا دقيقا". تشكل الحزب الشيوعي عام 1994 واعتبرته الولاياتالمتحدة عام 2003 هيئة ارهابية عالمية واضافته الى لائحة الارهاب في العام التالي. وقال مسؤول في الخارجية الاميركية لفرانس برس "عند اصدار التصنيفات تلك كان الحزب الشيوعي النيبالي ضالعا في حرب طاحنة مع الحكومة النيبالية". وتابع ان نشاطات الحزب "الارهابية أدت الى مقتل او فقدان آلاف المواطنين النيباليين وقتل حارسين اثنين للسفارة الاميركية". لكن مؤخرا شارك الحزب "في انتخابات ديموقراطية واتخذ خطوات لتفكيك قدراته على اجراء نشاطات ارهابية وأثبت عن التزام قابل للتصديق لمواصلة عملية السلام والمصالحة في النيبال فيما يترأس حكومة الائتلاف النيبالية" على ما أفاد المسؤول فرانس برس. وفاز الماويون بالانتخابات في الدولة التي تقع في جبال هملايا عام 2008 ما أنهى الحكم الملكي. لكن الحزب انقسم الى فصائل متخاصمة في يونيو ما أغرق البلد الآسيوي الفقير في مزيد من التوتر السياسي. ويحكم الماويون حاليا البلاد بصيغة سلطة "تصريف اعمال" من دون برلمان ولا تفويض فعلي بعد حل البرلمان نتيجة فشل القادة السياسيين بعد تجاذبات استغرقت سنوات في احترام مهلة آيار/ مايو لصياغة دستور جديد في وقت السلم. كما أشارت اللجنة الانتخابية في النيبال الى غياب إطار قانوني لتنظيم الانتخابات المرتقبة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل للصحافيين "بعد ست سنوات على انطلاق العملية السياسية ما زالت الثقافة السياسية في النيبال مضطربة". وتابع "نواصل حث جميع الاطراف على التعبير عن آرائهم بشكل سلمي وعملا بالقانون النيبالي". وقالت الخارجية إن "عملية الشطب اليوم لا تهدف الى التغاضي عن تاريخ الحزب العنيف ولا تجاهله، بل الى التطلع قدما الى استمرار التزام الحزب المشاركة في حوار سياسي سلمي وديموقراطي في النيبال".