قال مقاتلو معارضة سوريون امس إنهم أسقطوا مقاتلة في شمال سوريا في حملتهم لإضعاف الغطاء الجوي القوي للقوات الحكومية. وأصبح الرئيس بشار الأسد الذي يسعى جاهدا لإخماد الانتفاضة المستمرة منذ مارس/ آذار من العام الماضي يعتمد بشكل متزايد على الطائرات لمهاجمة مقاتلي المعارضة المسلحين بالمدافع الآلية والصواريخ. وكثف مقاتلو المعارضة من هجماتهم على القواعد الجوية في الأسبوع الماضي. وقال مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب بشمال البلاد إنهم أسقطوا الطائرة الثلاثاء بنيران مدافع آلية كثيفة وهي تقلع من قاعدة أبو الظهور الجوية. وقال أبو مجد وهو متحدث من كتيبة أحرار الشام "اسقطوها بينما كانت تقلع من المطار مستخدمين مدافع آلية مضادة للطائرات عيار 14.5 ملليمتر." وأضاف "كتيبة أحرار الشام وكتيبة شهداء سوريا حاصرتا المطار" لكن لم يتضح ما إذا كان القتال مستمرا مضيفا "نتيجة وجود صعوبات في الاتصالات لست متأكدا ما هو الوضع في هذه اللحظة." ويستحيل التحقق مما يدلي به المقاتلون من تصريحات نظرا لتقييد وسائل الإعلام الأجنبية في سوريا. وكانت هذه ثاني مقاتلة يقول المقاتلون إنهم أسقطوها بعد طائرة في محافظة دير الزور بشرق البلاد. وقالت قنوات إخبارية حكومية إن الطائرة التي سقطت في دير الزور تحطمت بسبب مشكلات فنية. ولم ترد بعد على زعم مقاتلي المعارضة إسقاط طائرة في إدلب. وأظهرت لقطات فيديو عرضتها كتيبة شهداء سوريا المقاتلين وهم يقفون قرب أجزاء محترقة من طائرة عسكرية وتفقدهم لجثة تكسوها الدماء في مظلة لقائد الطائرة فيما يبدو. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم "حرروا" أجزاء كثيرة من شمال سوريا لكن انتصاراتهم لا تعني الكثير ما دامت المقاتلات وطائرات الهليكوبتر الحكومية قادرة على قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأصبحت الحكومة تلجأ الى القصف الجوي بشكل متزايد قرب العاصمة دمشق. ويقول نشطاء إن الضربات الجوية كثيرا ما تخطىء أهدافها وتضرب المدنيين وفي بعض الأحيان تقتل عشرات في ضربة واحدة. وتحدث مقاتلو المعارضة عن إسقاط عدد من طائرات الهليكوبتر خلال الشهر الماضي بما في ذلك واحدة الأسبوع الماضي كانت تهاجم منطقة تسيطر عليا المعارضة في العاصمة دمشق. وقال التلفزيون الحكومي إن الطائرة تحطمت لكنه لم يذكر تفاصيل. وذكر نشطاء من المعارضة السورية أن العشرات لقوا حتفهم امس في قصف نفذته القوات النظامية السورية على حلب في أسوأ هجوم على المدنية منذ بدء القتال سعيا للسيطرة عليها قبل شهرين. وقال الناشط بسام الحلبي "حلب تحترق" مضيفا أن القصف الحكومي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار يجري منذ الساعات الاولى من امس. وقتل 19 شخصاً بينهم سبعة اطفال على الاقل في قصف ليلي شنته قوات النظام السوري على احياء تسيطر عليها المعارضة المسلحة في مدينة حلب، وذلك غداة يوم دموي جديد قتل فيه 116 شخصاً وعثر فيها ايضا على اكثر من 50 جثة مجهولة الهوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان إن "تسعة شهداء سقطوا بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء بينهم سبعة اطفال جراء القصف علي احياء المرجة وهنانو وبعيدين، كما وردت انباء عن استشهاد عشرة مواطنين جراء القصف على حي بستان الباشا بمدينة حلب". واضاف ان القصف ادى ايضا الى "سقوط عدد كبير من الجرحى بعضهم بحالة خطرة". وفي شرق البلاد في دير الزور اعلن المرصد ان "اشتباكات عنيفة تدور منذ صباح امس داخل مطار الحمدان العسكري بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين سيطروا على اجزاء كبيرة من المطار". واضاف انه في دير الزور ايضا "دارت اشتباكات في محيط مفرزة الامن العسكري وحاجز الجسر واسفرت الاشتباكات بحسب المعلومات الاولية عن استشهاد ما لا يقل عن ستة من مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة كما سقط قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية". وفي ريف دمشق "تتعرض بلدة يلدا لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية التي تستهدف ايضا مناطق مجاورة للبلدة". كما "تعرضت عدة بلدات بريف دمشق الجنوبي للقصف الذي طال ايضا حي التضامن (في قلب دمشق) الذي شهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة". واوضح المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان حصيلة اعمال العنف في سوريا الثلاثاء ارتفعت الى 116 قتيلاً، هم 85 مدنياً و12 مقاتلاً معارضاً و28 جندياً نظامياً، يضاف اليهم اكثر من 50 جثة مجهولة الهوية عثر عليها في مناطق عدة امس ولم يتمكن المرصد من تحديد ظروف مقتل اصحابها. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن قائد عسكري لم يكشف عن هويته قوله إن "مركز التجارة السوري سيكون خالياً من الارهابيين خلال عشرة أيام". وحذر مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الجديد بشأن سورية الاخضر الابراهيمي الثلاثاء من أن الوضع هناك يتدهور وأن معاناة الشعب السوري "هائلة". وقال الابراهيمي أمام الجمعية العامة للامم المتحدة إنه سيزور سوريا ومصر خلال الايام المقبلة للحصول على مساعدة لتسوية الازمة. جثة الطيار الذي أسقطت مقاتلته