يقدّر عدد خريجي الدبلومات الصحية العاطلين والعاطلات عن العمل حالياً أكثر من (21) ألف خريج وخريجة، ينتظرون فرصة توظيفهم في القطاعات الصحية الحكومية وفق التخصصات التي تدربوا عليها في المعاهد الصحية الخاصة، ومن هؤلاء الخريجين من ينتظر الوظيفة منذ حوالي ست سنوات ومثلهم منذ أربع وخمس سنوات، ورغم فترة الانتظار الطويلة هذه ومراجعتهم وزارة الصحة - التي تشير إلى أنّها وظفت عددٍ كبير منهم -، ومراجعة وزارة الخدمة المدنية وكل وسائل المناشدة، إلاّ أنّ أملهم في الوظيفة بدأ يتضاءل مع طول فترة الانتظار، ووجود الأعذار التي تقذف بهم تارة لعدم توفر الوظائف، وأخرى مطالبتهم بضرورة رفع المؤهل من "دبلوم" إلى "بكالوريوس"، في الوقت الذي يجد فيه الوافد الطرق والسبل ممهدة له في الحصول على فرصة العمل في هذه القطاعات الصحية، دون أي معوق، بل تقدم له التسهيلات وفي مقدمتها التدريب والتأهيل قبل أن يخضع لاختبارات التوظيف. محمد الحربي ويمكن اعتبار هؤلاء الخريجين والخريجات - الذين تجاوزوا اختبارات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية المعنية - ضحية لعدم التخطيط والتنظيم وتحديد الاحتياجات، فلا يوجد مجال لاستيعابهم في ظل عدم وجود وظائف بالتشغيل الذاتي أو القطاع الخاص، الذي لا يعتبره البعض مشجعاً لهؤلاء الخريجين؛ بسبب تدني الرواتب والمميزات والحوافز، مقارنة بوظائف وزارة الصحة أو وظائف القطاعات الصحية الأخرى التابعة لبعض قطاعات الدولة. تصريح الوزير وقد كان لمعالي وزير الصحة "د.عبدالله الربيعة" تصريح حول موضوع استيعاب خريجي الدبلومات الصحية ذكر فيه إلى أنّ وزارة الصحة وظفت خلال الثلاث سنوات الماضية أكثر من (25) ألف خريج من المعاهد الصحية، وأنّ لدى الصحة حالياً نحو (70) ألفاً من هؤلاء الخريجين، مشيراً إلى أنّ نسبة توطين وظائف الفنيين من الرجال بلغت (99.7%)، وبالنسبة للبنات ما زال التوظيف مستمراً، مضيفاً أنّ كافة وظائف وزارة الصحة متاحة أمام وزارة الخدمة المدنية للتعيين عليها دون الرجوع لوزارة الصحة، وعندما تشغر وظيفة أو يوجد عليها مقيم هي متاحة للمواطنين. عبدالله الحربي التشغيل الذاتي وذكر "محمد عبيد الحربي" أنّ مشكلة خريجي الدبلومات الصحية تكمن في مطالبة وزارة الصحة لهم برفع المؤهل من "دبلوم" إلى "بكالوريوس"، مشيراً إلى أنّ الحاجة إلى الفنيين تعتبر أكثر من الحاجة إلى "البكالوريوس"، وذلك حسب تأكيد وزارة الصحة، والتي سبق أن أشارات إلى أنّ كل صيدلي يحتاج إلى أربعة فنيين صيدلة؛ مما يؤكد الحاجة إلى الفنيين أكثر من الحاجة إلى "بكالوريوس" صيادلة، مطالباً أن تكون الخطوة الأولى لاستيعاب خريجي الدبلومات الصحية أن يكون ذلك عبر وظائف التشغيل الذاتي وإعطائهم الأولوية وإحلالهم محل الوافد، هذا في حال عدم توفر وظائف من قبل الوزارة، مبيناً أنّه إذا كان لدى الوزارة أي تحفّظ على مستوى تأهيل خريجي الدبلومات الصحية السعوديين؛ فإنّه بالإمكان أن تمنحهم فرصة التأهيل لمدة عام كما هو معمول به مع الوافدين، الذين يعطون فترة تأهيل وتدريب في المستشفيات السعودية قبل اختبارات تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وقبل التصنيف المهني. انزعاج وقلق وأبدى "عبدالله الحربي" انزعاجه وقلقه من طول مدة البقاء بدون عمل قائلاً: "راجعنا وزارة الصحة مرات عديدة وتمت مقابلة معالي الوزير، الذي أكد لنا أنّ الوزارة ليس لديها وظائف شاغرة تستوعب خريجي الدبلومات الصحية، مؤكداً على أّن حل هذا الموضوع لدى وزارة المالية من خلال استحداث وظائف لهؤلاء الخريجين، وبعد ذلك توجهنا إلى وزارة المالية لبحث موضوع إحداث وظائف صحية تستوعب خريجي الدبلومات الصحية بشكل متدرج، إلاّ أنّ الوزارة أكّدت على أنّ إحداث أي وظيفة في أي قطاع من قطاعات الدولة يتم بناءً على ما ترفعه تلك الجهة عن حاجتها للوظائف ومن ضمنها وزارة الصحة"، مطالباً وزارة الصحة أن تستحدث وظائف لهؤلاء الخريجين الذين مضى على تخرجهم أكثر من خمس سنوات عاطلين عن العمل، مشيراً إلى أنّ هذه المدة من التوقف عن ممارسة العمل وفق التخصص تؤثر على استثمار التحصيل العلمي وفقد الكثير من المعلومات. وأيده "بدر الحنيني" الذي طالب وزارة الصحة بسرعة إحداث وظائف لخريجي الدبلومات الصحية وتوظيف الخريجين، متمنياً أن يتم إيجاد حل سريع لاستيعاب خريجي الدبلومات الصحية في وظائف حكومية أسوة بزملائهم في قطاع التعليم العام؛ الذي حظي باستحداث وظائف استوعبت جميع الخريجين. بدر الحنيني