المفرد ة معروفة ومُتداولة عند أهل الحراج والبيع والشراء. ونقول: لا نشرط شيئا. وإذا قالها لك البائع او الدلاّل فهو ينذرك بأنه لا يضمن ما في بالك، من جودة أو دوام أو تحمّل وحتى عند بيع الحيوانات كالبقر والجمال والحمير. فالبقرة - مثلا - التي توقّع فيها مشتريها أن تكون حلوبا هادئة الطباع، قد لا تكون كذلك. وكذا الدواب، قد لا تكون طباعها مستعدة دائما للنقل والركوب. فبعضها لا تكتشف أنه خطِر (لديه طبع الرفس والعض) إلا بعدما تشتريه وتدفع الثمن. وتوجد مفردة مماثلة لهذا الغرض. وهي: ها المنظور. أي ما تُشاهده أمامك. وذمتنا بريئة من أي عيب أو عيوب تظهر بعد استلامك البضاعة. وإذا قالها البائع أو الدلاّل أمام الحضور فهو في حل، وليس من حق المشتري العودة إليه لخلل في البضاعة أو الدابة. ولقناعة القوم أو استعذابهم للجملة "ما نشرطش"، وجدناهم يستفيدون من عامل الإنذار المرافق لنطقها، فصاروا يقولونها عن كل شيء رديء. حتى على بني آدم. فسيّء السلوك ما نشرطش، وعديم الذمة كذلك، والمبتلى بسلوك لا أخلاقي وممارسي العلاقات المحرّمة. وأعتقد أن المجتمع خير حكم، ولا يُجمع الناس على خطأ. وقد يكون ساعد على انتشار تلك الأجهزة رخص أثمان المنتجات رديئة الصنع، وغياب المعامل الجنائية التي تُظهر مسببات الحريق وكشف ملابسات بلاغاته، ووجود أقسام تختص بفحص كافة الحرائق التي تحدث سواء كانت حرائق منزلية أو في المصانع والمحال التجارية والخيام والسيارات وغيرها للوصول إلى الأسباب التي أدت إلى نشوب الحريق. ونقرأ تحقيقات سطحية تقول إن الأسباب توصيلة كهربائية أو قاطع كهربائي قديم أو مدفأة من تلك التي (ما نشرطش) استوردها قليلو الذمة من بلدان تحب العملة الصعبة وتستعد لتزويد التاجر بما يريد من عوامل الموت والاختناق وتاركا خلف ظهره أنظمة المواصفات ووزارة التجارة والجمارك، من أجل دراهم. وأنا ممن يتمنون لقاءات دورية تجمع بين مختصين من المواصفات والتقييس والدفاع المدني هدفها الوقوف على المشكلات التي تتعلق بنشوب الحرائق جراء استخدام الأجهزة والموصلات الكهربائية، وتحديد مصادر تلك الحرائق سواء كانت تكمن في المفاتيح الكهربائية وأماكن تركيبها، أو في الأسلاك الكهربائية، أو مكيفات الهواء ومراوح الشفط وغيرها.