اعلن الجيش السوري الحر امس اسقاط طائرة ميغ قرب مطار عسكري في ادلب بينما شهدت قمة عدم الانحياز في طهران مواجهة دبلوماسية سورية مصرية على خلفية وصف الرئيس المصري نظام نظيره السوري بانه "ظالم". وقال قائد المجلس الثوري العسكري للجيش السوري الحر في محافظة ادلب (شمال غرب) العقيد عفيف محمود سليمان ان "الطائرة اسقطت ونزل الطياران بمظلتين وتم القبض عليهما". وأوضح انه "اثناء مداهمة مطار ابو الظهور اقلعت طائرة الميغ وقبل ان تأخذ ارتفاعها اطلقت عليها النار من الرشاشات ما ادى الى احتراقها ليقفز بعدها الطياران بالمظلات". وذكر سليمان ان "العملية النوعية" التي وقعت جرى التخطيط لها على مدى ثلاثة ايام "وشارك فيها مئات الثوار". اتهام النظام بارتكاب جرائم حرب في حلب عبر استهداف 10مخابز وتحدث عن "احراق 11 طائرة ميغ في المطار كانت تقصف مدن المحافظة" وتدمير عدد آخر من الطائرات في مطار تفتناز الواقع في ادلب ايضا، مشيرا الى ان عملية اسقاط طائرة الميغ امس "هي الثانية من نوعها". في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات بين القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية في انحاء البلاد. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة اشخاص قتلوا امس في اعمال قصف وتفجير واطلاق نار في محافظة درعا (جنوب)، بينما قتل شخص في قرية جراجير بريف دمشق برصاص القوات النظامية، وشخص آخر في مدينة دير الزور (شرق)، وامرأة ومقاتل مناهض للنظام في حماة (وسط). فيما تحدث المرصد عن اشتباكات بين القوى المعارضة المسلحة والقوات النظامية في محيط مبنى المخابرات الجوية في حرستا في ريف دمشق صباح امس، اعلنت لجان التنسيق المحلية عن اندلاع "اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام" في حي التضامن في جنوبدمشق. واشارت لجان التنسيق الى "اطلاق نار من رشاش الدوشكا ومدفعية دبابات النظام على الحي". وفي اعمال عنف اخرى، ذكر المرصد السوري ان احياء في حلب (شمال) وحمص (وسط) وادلب وحماة ودرعا (جنوب) تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية وشهدت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين المناهضين له. من جهتها، اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن عمليات للجيش النظامي في حلب ودرعا وادلب وريف دمشق جرى خلالها الاشتباك مع عناصر مسلحة، مشيرة الى مقتل العشرات منهم. ونقلت عن مراسلها في محافظة دير الزور قوله ان اربع سيارات انفجرت "خلال قيام ارهابيين بتفخيخها على طريق الحسكة ما ادى الى مقتل عدد كبير من الارهابيين". وتأتي اعمال العنف هذه في وقت اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية اجريت معه في القصر الجمهوري في دمشق وبثت الاربعاء ان الوضع في سوريا بات "افضل" من السابق رغم انه اقر بان "الحسم" العسكري يحتاج الى مزيد من الوقت. وقد قتل اكثر من ثمانية آلاف عنصر امني وعسكري سوري منذ بداية النزاع في سوريا قبل 17 شهرا، بحسب ما افاد امس مدير مستشفى تشرين العسكري في دمشق . وفي السياق، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش القوات الحكومية السورية امس بارتكاب جرائم حرب في حلب عبر استهداف عشرة مخابز فيها على الاقل باعمال قصف او من خلال طائرات. سياسيا، اتهمت دمشق الرئيس المصري محمد مرسي بالتحريض على سفك الدم السوري في خطابه اثناء قمة دول عدم الانحياز في طهران والذي وصف فيه النظام السوري بانه "ظالم". ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله ان الوفد السوري انسحب من القاعة "احتجاجا على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجا عن تقاليد رئاسة القمة ويعتبر تدخلا بشؤون سوريا الداخلية ورفضا لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري". وغادر الوفد السوري القاعة اثناء القاء الرئيس المصري خطابه، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط. وقالت الوكالة الرسمية ان "الوفد السوري انسحب حين بدأ الرئيس مرسي بالحديث عن الملف السوري". وقال مرسي في خطابه امام قمة دول عدم الانحياز في العاصمة الايرانية ان ما يجري في سوريا "ثورة ضد النظام الظالم". وتابع مرسي الذي يقوم باول زيارة لرئيس مصري الى ايران منذ قطع العلاقات بين البلدين قبل اكثر من ثلاثين عاما، ان "الشعبين الفلسطيني والسوري يريدان الحرية والكرامة والعدالة". وايران هي الحليف الاقليمي الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وتدعمه منذ بدء الانتفاضة في سوريا في اذار/مارس 2011. واكد مرسي ان مصر "على اتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سوريا وتدعو الأطراف الفاعلة الى اتخاذ مبادرتها من اجل وقف نزيف الدم وايجاد حل للازمة في سوريا".