إطلاقها بوجه أخيك صدقة.. كما قال عليه الصلاة والسلام.. الابتسامة مفتاح أساسي لكثير من العلاقات الإيجابية بين بني البشر. هناك مَنْ نقابلهم ونجد سماحة الكون كلها قد تجلت في وجوههم.. أفعال السماحة لا تتطلب وجوها سمحة فحسب.. فهناك من لا نتقبلهم في أول الأمر أو ننفر منهم لكننا مع الأيام نكتشف روعتهم الغائبة عنا.. أو التي غيبتها عنا أشكالهم.. وهناك من نحسن الظن بهم.. ونعتقد أن الصدق والوفاء والإخلاص والإيمان في قلوبهم وعلى وجوههم ونكتشف بأننا قد جانبنا الصواب. تخدعنا المظاهر أحيانا، تخدعنا بعض الوجوه، تخدعنا الابتسامات، تخدعنا الحركات والكلمات والإضافات الزائفة.. فنعتقد عكس الحقيقة حتى نكتشف ما نجهل.. البعض مصاب بانفصام الشخصية.. ذو شخصيتين.. وجهه لا يعكس حقيقته.. وهناك من يتعمد أحيانا أن يخفي خلف الوداعة اللؤم، وخلف الدعة الشر، وخلف السلام الانتقام. الوجوه قد تكون خادعة.. وهناك من يجيدون تغيير الوجوه على حسب المناسبة.. يدعون الإيمان وينغمسون بالرذائل.. يدعون الإصلاح ويلهثون وراء مغريات الفساد.. يدعون الاستقامة ويتمايلون مع أهوائهم وأمزجتهم وشهواتهم.. في كل مناسبة قناع.. ولكل قناع وقت.. ولكل وقت متطلباته.. وهؤلاء يملؤون حياتنا بالضجيج ولا يكفون عن تسويق أفكارهم وأنفسهم ومساوئهم. إن استطعت لا تتردد في الابتسام للجميع.. لا تنتقي البشر في ابتسامتك.. أصحاب الحاجة في أمس الحاجة لابتسامتك من أصحاب الجاه.. لا تكن عنصريا حتى في الابتسامة ترسلها لمن يدفع ثمنها.. إنما اجعلها صدقة جارية تطول الجميع. هناك من البشر من لم تعرف الابتسامة لوجهه سبيلا.. يكتنزها كما يكتنز أشد البخلاء أموالهم.. يحرصون على ألا تظهر أبدا مهما كان السبب.. ونجدهم عابسون في السراء والضراء.. هؤلاء صب الله جام غضبه في وجوههم.. ونزع الرحمة من قلوبهم.. وحرمهم من نعم السعادة وإسعاد الآخرين.. حتى لو كان بابتسامة!! إن سماحة الوجه يجب أن تتفق مع سماحة القلب.. إن ضياء المحبة والخير والإيمان والصدق والأخلاق الحميدة يبث في القلب نورا وضياء ويمنح الروح راحة وسعادة.. لذلك فلا بد أن ننمي كل تلك المشاعر الإيجابية بداخلنا.. إذا كنا ننشد السعادة والدعة.. ودمتم سالمين. ** تغريدة: ابتسم.. فلا تعلم كم عليلا داوته تلك الابتسامة..