بدأ مسؤولون أتراك وأميركيون اول اجتماع "لتخطيط العمليات" يهدف الى انهاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ويتوقع ان يجري خلال الاجتماع تنسيق الردود العسكرية والاستخباراتية والسياسية على اعمال العنف والازمة المستمرة في سوريا منذ اذار/مارس 2011 والتي قال نشطاء انها ادت الى مقتل اكثر من 23 ألف شخص. ومن المقرر ان يناقش المسؤولون في الاجتماع الذي سيعقد في انقرة خطط الطوارئ التي يمكن تطبيقها في حال ظهور تهديدات مثل قيام النظام السوري بشن هجوم كيميائي وهو ما اعتبرته واشنطن "خطا أحمر". ويقود الوفد التركي نائب وزير الخارجية التركي هاليت جيفيك بينما تقود الوفد الاميركي السفيرة الاميركية اليزابيث جونز. ويتألف الوفدان من رجال استخبارات ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين، بحسب ما افاد مصدر في وزارة الخارجية . واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي احمد داود اوغلو في 11 اب/اغسطس عن مثل هذه الآلية لعقد الاجتماعات لتسريع انهاء الاطاحة بالنظام السوري. وياتي اجتماع الامس بعد ايام من اطلاق الرئيس الاميركي باراك اوباما تحذيرا الى سوريا بان اي استخدام للاسلحة الكيميائية سيكون "خطا احمر" سيغير كيفية تعامله مع الازمة السورية. ومن المتوقع ان يناقش الاجتماع كذلك احتمال استغلال عناصر حزب العمال الكردستادي المحظور في تركيا وتنظيم القاعدة اي فراغ للسلطة في سوريا. وكانت كلينتون اعلنت في اسطنبول انها "تشاطر تركيا تصميمها على الا تتحول سوريا الى ملجأ لإرهابيي حزب العمال الكردستاني سواء الان او بعد غياب نظام الاسد". على صعيد متصل اعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد امس ان بلاده ستتعاون مع الموفد الدولي الجديد الى سوريا الاخضر الإبراهيمي، متوقعا ان يعمل هذا الاخير على "عقد حوار وطني" سوري "في اسرع وقت". وقال المقداد بعد لقاء وداعي مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال باباكار غاي باللغة الانكليزية "ابلغنا الاممالمتحدة موافقتنا على تعيين" الابراهيمي و"نحن نتطلع الى معرفة الافكار التي سيقدمها لحلول محتملة للمشكلة هنا". واضاف "سنتعاون بالتاكيد مع السيد الابراهيمي كما تعاونا مع البعثة العربية والبعثة الدولية". واضاف المقداد ردا على اسئلة الصحافيين بالعربية "لن اقول للإبراهيمي قبل وصوله ما يجب ان يفعله، فالرجل خبير دولي. لكنني اعتقد ان فهما دقيقا لمجريات الازمة بدون ضغوط دولية عامل اساسي". واضاف "اعتقد ان الابراهيمي سيعمل على عقد حوار وطني في اسرع وقت ممكن لانه لن يكون هناك منتصر ممن يراهن عليه الغرب في سوريا. واشار الى ان "جزءا اساسيا من المشكلة في سوريا يعود الى التدخل الخارجي في الازمة السورية"، مشددا على وجوب "ان تتاح الفرصة للسوريين وبقيادة سورية لكي يحلوا مشاكلهم". وتابع ان على الابراهيمي ان "يمارس دورا فاعلا في تحديد الاطراف التي لا تريد حل الازمة السورية وبشكل خاص الاطراف التي تسلح وتمد الارهابيين والمتطرفين بكافة الدعم المالي والعسكري، بالاضافة الى دور دول الجوار". واكد ضرورة اغلاق الملف السوري "لان لدينا مهاما اخرى في سوريا في مجال التنمية ومواجهة الاعداء الحقيقيين لشعبنا وامتنا". وانتهت مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا في 20 آب/اغسطس بعد قرار من مجلس الامن الدولي. وغادر افراد البعثة سوريا خلال الايام الماضية، ويفترض ان يغادر غاي لاحقا. وقال المقداد ان "سوريا كانت تريد استمرار مهمة المراقبين، لكن هذا لم يكن مخطط بعض الاوساط التي لم تكن تريد هذه المهمة".