أفادت مجموعة الأعمال الرياضية في "ديلويت" أن استثمارات الشرق الأوسط في كرة القدم الأوروبية قد تزامنت مع مستويات قياسية للعائدات، وقد أشار التقرير السنوي لشركة ديلويت للاستشارات عن الشؤون المالية في كرة القدم الذي بثه موقع "جلف برس " إلى ارتفاع مجموع عائدات أهم 20 نادياً لكرة القدم لناحية الإيرادات بنسبة 3% سنوياً خلال موسم 2010/2011، لتتخطّى عتبة الستة مليارات، ويعود ذلك جزئياً إلى حركة الاستثمارات من منطقة الشرق الأوسط. الشيخ منصور بن زايد في هذا الاطار، ومن بين النوادي العشرين المدرجة في التقرير المالي، فإنّ خمسة أندية قد استفادت من اتفاقات رعاية قميص الفريق التي أبرمت مع مؤسسات وشركات في الشرق الأوسط، ويرد فريق برشلونة بين هذه الأندية، حيث إنّ صفقة الرعاية التجارية المبرمة بين نادي "برشلونة" و"مؤسسة قطر"، والتي تقضي بأن يحمل قميص النادي اسم المؤسسة وهي الأولى في تاريخ هذا النادي وقد بلغت قيمتها 40 مليون دولار في الموسم الواحد، كما وساهمت هذه الصفقة في نمو إيرادات النادي بنسبة 13% خلال موسم 2010/2011 لتتجاوز عتبة ال 650 مليون دولار للمرّة الأولى، مما يقلّص الفارق مع نادي ريال مدريد الذي حافظ على صدارته في تقرير ديلويت المالي لإيرادات أندية كرة القدم للموسم السابع على التوالي. نجوم برشلونة بشعار « مؤسسة قطر» وفي تعليق له في بداية موسم كرة القدم 2012/2013 في أوروبا، قال دان جونز، الشريك المسؤول عن مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت، "يبرهن النمو المستمر الذي سجلته عائدات الأندية العشرين الكبرى في عالم كرة القدم صلابة هذه الأندية، لا سيما في الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة. وبفضل قواعد مشجعيها الأوفياء الواسعة، وقدرتها على استقطاب جمهور واسع خلال بث المباريات، والاستمرار في اجتذاب الشركاء من بين المؤسسات ساهمت هذه الأندية في تعزيز قدرتها على التعافي بشكل نسبي من آثار الانكماش الاقتصادي الأوروبي". وسيساهم اتفاق مانشستر سيتي حول حقوق التسمية لمدة عشر سنوات مع طيران الإمارات، والمقدّرة قيمته بحوالى 600 مليون دولار، في رفع مكانة الفريق باطراد في التقرير المالي للسنوات المقبلة. ويستطرد جونز قائلاً "من غير المفاجىء أن نرى مؤسسات وشركات الشرق الأوسط، التي تسعى الى ترويج اسمها على المستوى العالمي، تتجّه أكثر فأكثر إلى اختيار كرة القدم كوسيلة لتحقيق هذا الأمر. فالشعبية العالمية لكرة القدم، والشغف الكبير بها توفر فرصة هائلة للقيام بذلك، وخصوصاً في البطولات الأوروبية الكبرى لناحية العرض الواسع للماركات والمنتجات. ومع مكافحة الاقتصادات الأوروبية للصمود بمواجهة ضغوط الركود، والتي قد تطرح تحديات محلية لتأمين الرعاية والاستثمار، تبرز شهية الأندية الأوروبية والشركات الشرق أوسطية على حدّ سواء لبناء شراكات جديدة". وقد سلط موسم 2011/2012 الضوء على تأثير الاستثمارات الشرق أوسطية على أندية كرة القدم الأوروبية، مع المنافسة الشرسة على لقب الدوري في كل من بريطانيا وفرنسا من قبل أندية برعاية شرق أوسطية، فكان اللقب من تنصيب إحداها في الدوري الإنكليزي ، ففي الدوري الفرنسي، كاد باريس سان جرمان، المملوك من هيئة الاستثمار القطرية، أن ينجح في انتزاع اللقب من مونبيلييه ،أمّا الدوري الإنكليزي، فقد شهد يوماً دراماتيكياً في البطولة. وفي حين تركزت أهم استثمارات المالكين الشرق أوسطيين في السنوات الأخيرة في سوق الانتقالات، مع إنفاق مانشستر سيتي أكثر من 700 مليون دولار كرسوم الانتقالات منذ شرائه من قبل الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ومع تصدّر باريس سان جرمان لائحة الإنفاق لهذا الصيف حتّى الآن، إلا أن هنالك استثمارات كبيرة توظف أيضاً في البنى التحتية والمرافق المادية في مانشستر، بالإضافة إلى مخططات لبناء استاد في باريس. ولم يتوقّف الاهتمام بكرة القدم الأوروبية عند مالكي الأندية ورعاتها فحسب، فقد وسّعت قناة الجزيرة مؤخّراً باقة حقوق النقل التي تملكها لتشمل المزيد من الحقوق في كرة القدم الأوروبية. وقد أشار مارك روبرتس، المدير المسؤول في مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت "يشهد الإقبال على كرة القدم في أوروبا ارتفاعاً متزايداً، وأحدث الأمثلة على ذلك شراء عائلة الحساوي نادي نوتنغهام فوريست. ومع استضافة الشرق الأوسط لأوّل بطولة كأس العالم في كرة القدم خلال العام 2022، نتوقّع أن نشهد المزيد من الاستثمارات الشرق أوسطية في أندية كرة القدم وبطولاتها ومرافقها المحلية بالإضافة إلى الاستثمار المتواصل في كرة القدم الأوروبية".